أقسام العطف
  وما بعده الخبر ويشهد له قوله [من الطويل]:
  ٧٢٣ - خَلِيلَيَّ هَلْ طِبْ، فَإِنِّي وَأَنْتُمَا ... وَإِنْ لَمْ تَبُوحَا بِالهَوى دَنِفَانِ؟
  ويضعفه أنه حذف من الأول لدلالة الثاني عليه، وإنما الكثير العكس.
  والثاني: أن الخبر المذكور لـ «إِنَّ»، وخبر {الصَّابِئُونَ} محذوف، أي كذلك، ويشهد له قوله [من الطويل]:
  ٧٢٤ - فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْلُهُ ... فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَريبُ
  هادوا ليسوا بمثابة الذين آمنوا في الفرح لجميعهم. قوله: (وما بعده الخبر) أي: قوله من آمن منهم بالله الخ.
  قوله: (ويشهد له) أي: من حيث إن خبر إن محذوف وذكر بعده المبتدأ وخبره وحذف خبر إن لدلالة خبر المبتدأ عليه قوله: (فإني) أي دنف وأنتما مبتدأ خبره دنفان وقوله وان لم تبوحا الجملة حال قوله: (وخبر الصابئون) الأولى وخبر الذين هادوا وما عطف عليه محذوف. قوله: (أي كذلك) أي: والمعنى حينئذ إن الذين آمنوا من آمن منهم أي من استمر منهم على الإيمان أو كان إيمانه على هذا الوجه لا خوف عليهم الخ، والذين هادوا وما عطف عليه كذلك أي من آمن منهم الخ لكن بمعنى حصل الإيمان. قوله: (ويشهد له) أي: من حيث إن الخبر للأول والمبتدأ خبره محذوف. قوله: (فمن يك أمسى الخ) قبله:
  دعاك الهوى والشوق لما ترنمت ... هتوف الضحى بين الغصون طروب
  تجاوبها ورق الحمام لصوتها ... فكل لكل مسعد ومجيب
  قوله: (فاني وقيار) هو غلام الشاعر أو فرسه وهو ضابي بالمعجمة وكسر الموحدة
٧٢٣ - التخريج: البيت بلا نسبة في (تخليص الشواهد ص ٣٧٤؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤٤؛ وشرح التصريح ١/ ٢٢٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٧٤).
شرح المفردات: الطب العلاج. الدنف: الذي ثقل عليه المرض. الهوى: العشق.
المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه بقوله: هل من دواء نعالج فيه ما نكابد من لواعج الهوى، فإنّي وإياكم - وإن لم تبوحا به - كاد يضنينا هذا الهوى.
٧٢٤ - التخريج: البيت لضابيء بن الحارث البرجمي في (الأصمعيات ص ١٨٤؛ والإنصاف ص ٩٤؛ وتخليص الشواهد ص ٣٨٥؛ وخزانة الأدب ص، ٩/ ٣٢٦، ١٠/ ٣١٢، ٣١٣، ٣٢٠؛ والدرر ٦/ ١٨٢؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٦٩؛ وشرح التصريح ١/ ٢٢٨؛ وشرح شواهد المغني ص ٨٦٧؛ وشرح المفصل ٨/ ٨٦؛ والشعر والشعراء ص ٣٥٨؛ والكتاب ١/ ٧٥؛ ولسان العرب ٥/ ١٢٥ (قير)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ١٠٣؛ ورصف المباني ص ٢٦٧؛ وسر صناعة الإعراب ص ٣٧٢؛ وشرح الأشموني ١/ ١٤٤؛ ومجالس ثعلب ص ٣١٦، ٥٩٨؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤٤).