حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أقسام العطف

صفحة 62 - الجزء 3

  منوناً أو مضافاً، وأجازهما قوم تمسكاً بظاهر قوله تعالى: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا}⁣[الأنعام: ٩٦]، وقول الشاعر [من الطويل]:

  ٧٢٥ - [هَوِيتَ ثَنَاءَ مُسْتَطَاباً مُجَدَّدا] ... فَلا تَخْلُ مِنْ تَمْهِيدِ مَجْدٍ وَسُؤْدُدَا

  وأجيب بأن ذلك على إضمار عامل يدلُّ عليه المذكور، أي: وجَعَلَ الشمس، ومهَدْتَ سؤددا، أو يكون سؤددا مفعولاً معه، ويشهد للتقدير في الآية أو الوصف فيها بمعنى الماضي، والماضي المجرّد من «أل» لا يعمل النصب، ويوضح لك مُضِيَّهُ قولُهُ تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ}⁣[القصص: ٧٣] الآية، وجوز الزمخشري كونَ {الشَّمْسَ} معطوفاً على محلّ {اللَّيْلَ}، وزعم مع ذلك أن الجعل مراد منه فعل مستمر في الأزمنة لا في الزمن الماضي بخصوصيته {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}⁣[الفاتحة: ٤] على أنه إذا حُمِل على الزمن المستمر كان بمنزلته إذا حُمِلَ


  وأعجبني ضرب زيداً، وقوله أو مضافاً أي لأن المضاف إليه يقوم مقام التنوين نحو أعجبني ضرب زيد عمراً وجاءني ضارب القوم زيداً، وقوله ولا يعمل في اللفظ أي والفرض أنه للحال والاستقبال قوله: (لا يعمل في اللفظ) يعني لفظ المعطوف عليه لأن المحرز بالنسبة له قوله: (حتى يكون بأل) أي: ويعمل مطلقاً. قوله: (حتى يكون الخ) أي: وقولك ضارب زيد بالإضافة لم يتحقق عمله النصب لأنه لم يأت اسم آخر منصوب بعد المضاف إليه فطلبه العامل للنصب ليس موجوداً ومفاد ذلك أن قولك هذا ضارب زيد بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله لا يقال لزيد أنه في محل نصب، وكذا إذا قلنا ضرب زيد من إضافة المصدر لفاعله لا يقال له أنه في محل رفع، وكذا إذا أضيف للمفعول فهو ليس في محل نصب وهذا خلاف المشهور وحرر وإنما قلنا المحرز ليس موجوداً لأن المسألتين متفرعتان على عدم وجود المحرز، وإن قلنا إن المحرز موجود والمنع لعدم الإضافة وأل والتنوين وإن وجد المحرز خرجنا عن الموضوع وصار تفرع المسألتين لا يسلم فتأمل ذلك وانصف اهـ تقرير دردير قوله: (أو مضافاً) أي: إلى غير ذلك المعمول الذي يعمل فيه النصب إذ إضافته له قاضية بأن عمل الفعل في محله. قوله: (فلم تخل الخ) صدره:

  هويت ثناء مستطابا مجدداً

  وهذا شاهد للمسألة الثانية وأما الآية فشاهد للمسألة الأولى. قوله: (والماضي المجرد من أل لا يعمل الخ) ظاهره أنه إن كان مستقبلاً يعمل مع تجرده من أل لوجود المحرز فيخالف ما قدمه اهـ تقرير دردير. قوله: (مع نصه في مالك الدين على أنه يوم الخ) أي: ففي كلامه تناقض وحاصل الجواب أن المحمول على الزمن المستمر أي المراد


٧٢٥ - التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.