حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

أقسام العطف

صفحة 63 - الجزء 3

  على الماضي في أن إضافته، محضة وأما قوله [من الرجز]:

  ٧٢٦ - قَدْ كُنْتُ دَايَنْتُ بِهَا حَسَّانا ... مخافة الإفلاس والليانا

  [يحسن بيع الأصل والقيانا]

  فيجوز أن يكون «اللَّيَّانا» مفعولاً معه، وأن يكون معطوفاً على «مخافة» على حذف مضاف أي ومخافة الليان؛ ولو لم يقدر المضاف لم يصح، لأن «الليان» فعل لغير المتكلم، إذ المراد أنه داين حسان خشية من إفلاس غيره ومطله، ولا بد في المفعول له من موافقته لعامله في الفاعل.

  ومن الغريب قول أبي حيان إن من شرط العطف على الموضع أن يكون للمعطوف عليه لفظ وموضع؛ فجعل صورة المسألة شرطاً لها، ثم إنه أسقط الشرط


  منه ذلك، أما أن يلاحظ من حيثية المعنى فالإضافة محضة فلا يعمل ومن حيث الاستقبال والحال فالإضافة لفظية فيعمل فيما لك، وإن حمل على الاستمرار إلا أنه ملاحظ فيه المضي وجاعل الليل ملاحظ فيه الإستقبال والمضي؛ فإن قلت ما الحامل على أن مالك ملاحظ فيه المضي دون الاستقبال، قلت لأجل أن يكون مالك إضافته محضة تفيد التعريف فيصح جعله صفة الله على أن المقصود أنه صفة لا بدل لأنه خلاف الأصل لأنه قد سبق صفتان والأصل جعل الكلام على واحدة وإنما لوحظ الاستقبال في جاعل للعطف عليه بالنصب؛ ولأن الجعل متجدد شيئاً فشيئاً وإنما أريد به جميع الأزمنة ابتداء لأنه كذلك في الواقع اهـ تقرير دردير. قوله: (في أن إضافته محضة) أي: فيكون المضاف إليه غير معمول فيناقض جعل الليل في محل نصب المقتضي أن الإضافة غير محضة وانها لفظية. قوله: (وأما قوله) هذا جواب عما يرد على قوله سابقاً منعهما الحذاق قوله: (قد كنت داينت بها) أي: بالقينة أي بعتها بالدين مخافة إفلاس غيره ومطله قوله: (والليانا) أي: المطل. قوله: (ولو لم يقدر المضاف لم يصح) أي: عطفه على مخافة. قوله: أن يكون للمعطوف عليه لفظ) احترازاً من الضمير المستتر فلا يقال للعطف عليه أنه عطف على المحل على هذا بل هو عطف على ما يقتضيه العالم صريحاً إذ ليس له محلان فتأمل. قوله: (وموضع) هذا هو


٧٢٦ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٨٧؛ والكتاب ١/ ١٩١، ١٩٢؛ ولزياد العنبري في شرح التصريح ٢/ ٦٥؛ وشرح المفصل ٦/ ٦٥؛ وله أو لرؤبة في الدرر ٦/ ١٩٠؛ وشرح شواهد الإيضاح ١٣١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٩؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٥٢٠؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٥/ ١٠٢؛ وشرح ابن عقيل ص ٤١٨؛ وشرح المفصل ٦/ ٦٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤٥).

شرح المفردات داينت بها أخذتها بدلاً من دين لي عنده. الليان المطل. القيان: ج القينة، وهي الجارية.

المعنى: يقول: إنّه قد أخذ قينة بدلاً من دين له عند حسّان خوفاً من إفلاسه ومماطلته.