عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس
عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس
  منعه البيانيون، وابن مالك في شرح باب المفعول معه من كتاب التسهيل، وابن عصفور في شرح الإيضاح، ونقله عن الأكثرين وأجازه الصفار - بالفاء - تلميذ ابن عصفور، وجماعة، مستدلين بقوله تعالى: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[البقرة: ٢٥] في سورة البقرة، {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[الصف: ١٣] في سورة الصف، قال أبو حيان: وأجاز سيبويه «جاءني زيد ومَنْ عَمْرو العاقلان» على أن يكون «العاقلان» خبراً، لمحذوف، ويؤيده قوله [من الطويل]:
  وَإِنْ شِفَائِي عَبْرَةٌ مُهَرَاقَةٌ ... وَهَلْ عِندَ رَسم دَارِسٍ مِنْ مُعَوّلِ؟
  وقوله [من الطويل]:
  ٧٣٣ - تُنَاغِي غَزَالاً عِنْدَ بَابِ ابْنِ عَامِرٍ ... وَكُحُلْ أماقيكَ الْحِسَانَ بِاثْمِدِ
عطف الخبر على الإنشاء وبالعكس
  قوله: (منعه البيانيون) قيد بعضهم المنع بالجمل التي لا محل لها، وأما الجمل التي لها محل فيجوز فيها اتفاقاً نحو زيد أبوه قائم وما أفسقه فما أفسقه جملة إنشائية عطف على الأولى ولذا جاز وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل على أن الواو من الحكاية لا من المحكي؛ لأن الجملة التي لها محل في قوة المفرد فكان الإنشائية والخبرية غير معتبرين. قوله: (وبشر الذين آمنوا الخ) أي: فإن هذا إنشاء عطف على خبر وهو قوله: أعدت للكافرين الله ونصر من وفتح قريب. قوله: (على أن يكون العاقلان خبر الخ) أي: لا على أنه صفة لهما فإنه لا يجوز كما سيأتي آخر المبحث قوله: (شفائي) ضد الضر والعبرة الدموع والهراقة المصبوبة، ولا شك أن هذه جملة خبرية وقوله: وهل عند الخ جملة إنشائية عطفاً على الخبرية قوله: وهل الخ: أي: وليس عند الخ؛ لأنه استفهام إنكاري ورسم الدار هو أثرها والدارس البالي وقوله: معول اسم مفعول أي مصرخ ومصوت. قوله: (من معول) مبتدأ مؤخر خبر الظرف قبله ومن زائدة والمعول اسم مفعول بمعنى العويل أي: البكاء والصراخ. قوله: (تناغي) أي: تلك المرأة أي: تناغي المرأة صبياً أي تكلمه بما
٧٣٣ - التخريج: البيت لحسان بن ثابت في (ديوانه ص ١٣٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٧٢، ٨٧٣؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٤٣٤).
اللغة: ناغي: كلم الآخر بما يحب غزال صبي جميل مآقي: ج موق وجاء «مقلة» طرف العين الأنسي. إثمد: حجر الكحل.