حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

عطف الخبر على الإنشاء، وبالعكس

صفحة 81 - الجزء 3

  لدلالة {لَأَرْجُمَنَّكَ}⁣[مريم: ٤٦] على التهديد.

  وأما:

  «وَهَلْ عِنْدَ رَسْم دَارِسِ مِنْ مُعَوَّلِ»

  فـ «هل» فيه نافية، مثلها في {فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}⁣[الأحقاف: ٣٥].

  وأما:

  «هذه خولان»

  فمعناه تنبه لـ «خولان» أو الفاء لمجرّد السببية مثلها في جواب الشرط، وإذ قد استدلاً بذلك فهلاً استدلاً بقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}⁣[الكوثر: ١ - ٢] ونحوه في التنزيل كثير.

  وأما:

  «وكحل أما قيك»

  فيتوقف على النظر فيما قبله من الأبيات، وقد يكون معطوفاً على أمر مقدر يدلُّ عليه المعنى، أي فافعل كذا وكحل، كما قيل في {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ٤٦}⁣[مريم: ٣٦].

  وأما ما نَقلَهُ أبو حيان عن سيبويه فغلط عليه وإنما قال: وأعلم أنه لا يجوز «مَنْ عَبْدُ الله وهذا زيد الرجلين الصالحين» رفعت أو نصبت؛ لأنك لا تثني إلا على


  لأرجمنك بالحجارة أو الكلام القبيح فاحذرني واهجرني ملياً، أي: زمناً طويلاً. قوله: (وأما وهل الخ) هذا رد للاستدلال بالشواهد قوله: (فهل يهلك إلا القوم الظالمون)، أي: فهو عطف خبر على خبر. قوله: (فمعناه تنبه) هذا الفعل مأخوذ من الهاء في هذه؛ لأن الهاء للتنبيه وقوله فمعناه الخ أي؛ فهو عطف إنشاء على إنشاء نظراً للمعنى. قوله: (استدلا) أي: الصفار والجماعة وليس المراد الصفار أبو حيان؛ لأن أبا حيان لم يستدل به كما سيق في أول عبارة المصنف قوله: (فهلا استدلا) أي فكان عليهم الاستدلال بهذه الآية؛ لأنها مثل البيت المذكور. قوله: (ونحوه في التنزيل كثير) وقد أجابوا عن الآية بأن الفاء لمجرد السببية لا للعطف المفيد حينئذ أنه من عطف الإنشاء على الخبر وبمثل هذا الجواب الذي أجيب به عن الآية يجاب عن بنت خولان لأنه مثل الآية.

  قوله: (وأما ما نقله أبو حيان عن سيبويه) أي: من تجويز جاءني زيد ومن عمرو العاقلان وقوله: فغلط عليه ضمن الغلط معنى الكذب فلذا عداه بعلى أي: فقد كذب فيه على سيبويه؛ لأن هذا ليس كلام سيبويه وإنما هو كلام الصفار بتصرف من أبي حيان فيه. قوله: (وإنما قال) أي: سيبويه قوله: (رفعت) أي: الرجلين أو نصبتهما على القطع في كل من الرفع والنصب فإن نصبت على إضمار أعني أو رفعت على إضمار مبتدأ وكذا