· (أم) - على أربعة أوجه:
  وأجاز الزمخشري وحده حذف ما عطَفَتْ عليه «أمْ» في {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ}[البقرة: ١٣٣]. يجوز كونُ «أم» متصلة على أن الخطاب لليهود، وحذفَ مُعادِلها، أي: أتَدَّعُون على الأنبياء اليهودية أم كنتم شهداء؟ وجَوَّز ذلك الواحدي أيضاً، وقدر: أبلغكم ما تنسبون إلى يعقوب من إيصَائِهِ بنيه باليهودية أم كنتم شهداء، انتهى.
  الوجه الثاني: أن تكون منقطعة، وهي ثلاثة أنواع: مسبوقة بالخبرِ المَحْضِ، نحو: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}[السجدة: ٢ - ٣]، ومسبوقة بهمزة لغير استفهام، نحو: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا}[الأعراف: ١٩٥]، إذ الهمزة في ذلك للإنكار، فهي بمنزلة النفي، والمتصلة لا
  اتصالها إذ المنقطعة ليست عاطفة وقد سبق أن سيبويه يرى انقطاعها بعد همزة الاستفهام الحقيقي وكذا ما سبق في المسألة السابقة أزيد عندك أم عمرو أم لا.
  قوله: (وأجاز الزمخشري وحده) الأولى حذفها كما في نسخة بدليل وجوز الواحدي. قوله: (وأجاز الزمخشري وحده) أي: أنه لم يسبقه غيره والواحدي الآتي تابع له قوله: (حذف ما عطفت الخ) أي: حذف اللفظ المعطوف عليه الذي عطفت عليه أم مدخولها. قوله (وحذف معادلها) أي: وهو المعطوف عليه قوله: (وقدر أبلغكم الخ) هذا الاستفهام بمعنى النفي فلا تقع بعده المتصلة على رأي المصنف فكان على المصنف أن لا يسلم دعوى الاتصال فيها عملاً بما قاله. قوله: الثاني، أي: من أوجه أم الأربعة. قوله: (الثاني) أي: وهو ما تضمنت فيه أم مع الإضراب استفهاماً إنكارياً. قوله: (منقطعة) سميت بذلك لانقطاع ما بعدها مما قبلها فكل منهما كلام مستقل لا ارتباط لأحدهما بالآخر فتسميتها بذلك لأمر خارجي. قوله: (وهي ثلاثة أنواع) اعترض بأن في الحصر نظراً؛ لأن من جملة أمثلة سيبويه لأم المنقطعة أعمرو عندك أم عندك زيد وهذه ليست واحدة من الثلاثة التي ذكرها المصنف فالسائل سأل أولاً أعمرو عندك أو لا جازماً بأن زيداً ليس عندك ثم حصل له شك في كونه عندك فأضرب عن الأول للاستفهام عن الثاني، وتكلف الشمني فأدرج هذا المثال في النوع الثاني بناءً على المراد بغير الاستفهام المعهود في المتصلة وهو ما كان عن التعيين والهمزة في مثال سيبويه لم يسأل بها وبأم عن التيعين وإن كان حقيقاً قوله: (مسبوقة بالخبر المحض) أي: ليس بإنشاء في المعنى. قوله: (أم يقولون افتراه) معناه بل أيقولون افتراه إنكاراً لقولهم وتعجباً منه لظهور أمره في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات قوله: (لغير استفهام أي) أي: حقيقي بدليل ما بعده بل للاستفهام الإنكاري.
  قوله: (إذ الهمزة الخ) علة لمحذوف أي: وإنما كانت أم في هذه الآية منقطعة لا متصلة؛ لأن الهمزة الخ. قوله: (فهي النفي) أي ليس لهم أرجل يمشون بها بل ثابتون في أماكنهم ولم يتوجهوا للبلاد التي خربناها فيخافون عقابنا فهي للإنكار التوبيخي. قوله: