· (أم) - على أربعة أوجه:
  وزعم أبو عبيدة أنها قد تأتي بمعنى الاستفهام المجرَّد، فقال في قول الأخطل [من الكامل]:
  ٥٦ - كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطِ ... غَلَسَ الظَّلامِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالا
  إن المعنى: هل رأيت.
  ونقل ابن الشَّجَرِي عن جميع البصريين أنها أبداً بمعنى «بل» والهمزة جميعاً، وأن الكوفيين خالفوهم في ذلك، والذي يظهر لي قولهم، إذ المعنى في نحو: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ}[الرعد: ١٦] ليس على الاستفهام، ولأنه يلزم البصريين دَعْوَى
  الثاني. قوله: (وزعم أبو عبيدة) أي: وغيره يجعلها في البيت متصلة والهمزة المعادلة لها محذوفة، أي: أكذبتك عينك أم رأيت بواسط وواسط بلد بالعراق اختطها الحجاج سنة ستين وهي مصروفة وقد تمنع والغلس ظلمة آخر الليل والرباب: بفتح الراء بموحدتين بينهما ألف السحاب الأبيض، واسم امرأة وهو المراد هنا بدليل ما بعده من الأبيات، وقد يقال لا مانع من الإضراب، أي: بل أرأيت الخ. قوله: (أنها قد تأتي بمعنى الاستفهام المجرد) أي: عن الإضراب قوله: (إن المعنى هل رأيت) أي: هل رأيت من الرباب خيالاً في غلس الظلام والظاهر أنه إنكاري ولا مانع من الإضراب أيضاً، بل لا مانع من جعلها متصلة على ما سبق أفلا تبصرون أم أنا خير قوله: (انها أبدا بمعنى بل والهمزة جميعاً) أي: ولا تكون للإضراب مجرداً ولا للاستفهام مجرداً. قوله: (عن جميع البصريين) فعله ما عدا سيبويه، فإن الشارح نقل عن كتابه مجيئها للإضراب فقط. قوله: (وإن الكوفيين خالفوهم) أي: وقالوا تأتي للإضراب مجرداً عن الاستفهام والذي قاله الكوفيون هو ما درج عليه المصنف سابقاً.
  قوله: (إذ المعنى في نحو أم جعلوا الله شركاء ليس على الاستفهام) إن أراد الحقيقي فلا يرد على البصريين فإنهم يقولون إنها بمعنى بل والهمزة سواءً كان الاستفهام بها حقيقياً أو لا اهـ دماميني قوله: (إذ المعنى في نحو أم جعلوا الله شركاء ليس على الاستفهام) الرد بهذا لا يناسب لما علمت أن الأولى جعلها للاستفهام التوبيخي. قوله: (ليس على
٥٦ - التخريج: البيت للأخطل في (ديوانه ص ٣٨٥؛ والأزهية ص ١٢٩؛ وخزانة الأدب ٦/ ٩، ١٠، ١٢، ١٩٥، ١١/ ١٢٢، ١٣١، ١٣٣؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٦٧؛ وشرح التصريح ٢/ ١٤٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٤٣؛ والكتاب ٣/ ١٧٤؛ ولسان العرب ١/ ٧٠٦، ٧٠٩ (كذب)، ٦/ ٢٥٦ (غلس)، ١٢/ ٣٧ (أمم)؛ والمقتضب ٣/ ٢٩٥؛ وبلا نسبة في الأغاني ٧/ ٨٩؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٢٥).
اللغة: واسط: مدينة عراقية. غلس الظلام ظلمة آخر الليل. الرباب: اسم محبوبته.
المعنى: لا بد أن عينيك تخدعانك، فأنت تتوهم رؤية خيال الرباب في ظلام آخر الليل، ويريد أنه يحلم.