· (أم) - على أربعة أوجه:
  التوكيد في نحو: {أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ}[الرعد: ١٦]، ونحو: {أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٨٤}[النمل: ٨٤]، {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ}[الملك: ٢٠]، وقوله [من البسيط]:
  ٥٧ - أنى جَزَوْا عَامِراً سُوءاً بِفِعْلِهم، ... أمْ كَيْفَ يَجْزُونَنِي السَّوْأَى مِنَ الْحَسَنِ؟
  أمْ كَيْفَ يَنْفَعُ مَا تُعْطِي الْعَلُوقُ بِهِ ... رِئْمَانُ أَنْفِ إِذَا مَا ضُنَّ بِاللَّبَنِ؟
  (الاستفهام) أي: بل على الإخبار باعتقادهم الشركاء. قوله: (دعوى التوكيد) أي: والأصل خلافه ولكن التحقيق أن أهل البلدين متفقون على أن أم تأتي لمجرد الإضراب، وإنما الخلاف في تسميتها حينئذ منقطعة فالكوفيون يسمونها والبصريون لا يسمونها متصلة، ولا منقطعة فهو أمر لفظي وقد صرح السعد في «حاشية الكشاف» بأن أم الداخلة على الاستفهام حرف لمجرد الإضراب بمعنى بل وليست متصلة ولا منقطعة فحينئذ لا يرد على البصريين شيء مما قاله المصنف، ولكن يقال لو كان الأمر كما ذكر السعد لزادوا في أوجه أم وجهاً خامساً أنه لم يقع ذلك من أحد اهـ شمني. قوله: (أم من هذا الذي) في كلامه حذف الواو العاطفة أي: ونحو أم من الخ، وهذا بناءً على أن البصريين لا يقولون بأن أم يجيء لمجرد الإضراب وقد أسلفنا أنهم يقولون بذلك ووافقهم الكوفيون عليه لكن يخالفونهم في تسميتها في هذه الحالة منقطعة فظهر أن كلام المصنف غير محرر اهـ دماميني. قوله: (وقول) بالجر عطف على ما أضيف إليه نحو من نحو أم هل تستوي. قوله: (أنى) أي: كيف جزوا الخ الشاهد في هذين البيتين حيث أدخل فيهما أم على كيف في البيت الأول وفي الثاني فتكون أم لمجرد الاضراب وإلا لزم دعوى التأكيد، وقوله: بفعلهم جمع نظراً إلى أن عامراً اسم للحي.
  قوله: (رئمان) هو بكسر الراء وإسكان الهمزة مصدر رئمت الناقة على ولدها إذا عطفت عليه وأحبته والبو بموحدة مفتوحة فواو مشددة جلد خوار يحشى تبناً أي: من أصول الحنطة فتعطف عليه الناقة إذا مات ولدها والخوار ولد الناقة قوله: (رئمان) بكسر
٥٧ - التخريج: البيتان أو الثاني منهما لأفنون التغلبي في (خزانة الأدب ١١/ ١٣٩، ١٤٢؛ والدرر ٦/ ١١١؛ وشرح اختيارات المفضل ص ١١٦٤؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٤٤، ١٤٥؛ ولسان العرب ١٠/ ٢٦٨ (علق)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٤٢٧، ٦/ ٢١٢، ٧/ ٥٢، ٣٢٢؛ والاشتقاق ص ٢٥٩، ٥٣٥؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢٢؛ وخزانة الأدب ١١/ ٢٨٨، ٢٩٣؛ والخصائص ٢/ ١٨٤؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٤١٨؛ وشرح المفصل ٤/ ١٨؛ ولسان العرب ١٢/ ٢٢٣ (رام)؛ والمحتسب ١/ ٢٣٥؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٣٣).
اللغة: أنى: كيف جزوا عاقبوا من الجزاء. السوأى: القبيح. عامر: قبيلة عربية. الرئمان: الناقة التي تعطف على جلد ابنها المحشو تبناً، فيدر حليبها ضن: بخل لحرص أو تقدير.
المعنى: كيف عاقبوا قبيلة عامر على إحسانهم سوءاً، وكذلك يفعلون معي، فهم كالناقة العلوق، تحب هذا الجلد، لكنها لا تعطيه لبناً، فعطفها لا يتجاوز أنفها.