السابع: الظرفية
  ومراده بـ «ما» الكناية عن الرجل الناقص كنقص (ما) الموصولة، وبـ «عمرو» الكناية عن الرجل المريد أخذ ما ليس له كأخذ «عمرو» الواو في الخط.
  وشَرْطَ هذه المسألة والتي قبلها صلاحيَّةُ المضاف للاستغناء عنه؛ فلا يجوز «أمَةً زَيْدٍ جَاءَ»، ولا غُلامُ هِنْدِ ذَهَبَتْ»، ومن ثَمَّ ردَّ ابنُ مالك في التوضيح قول أبي الفتح في توجيهه قراءة أبي العالية: {لا تَنْفَعُ نَفْساً إيمانها}[الأنعام: ١٥٨] بتأنيث الفعل: إنه من باب «قُطِعَتْ بَعْضُ أصابعه»، لأن المضاف لو سَقَط هنا لقيل: «نفساً لا تنفع» بتقديم المفعول ليرجع إليه الضمير المستتر المرفوع الذي ناب عن الإيمان في الفاعلية، ويلزم من ذلك تعدي فعل المتصل إلى ظاهره نحو قولك: «زَيْدَ ظَلَم»، تريد أنه ظلم نفسه، وذلك لا يجوز.
  السابع: الظرفية، نحو: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ}[إبراهيم: ٢٥]، وقوله [من الرجز]:
  أَنَا أَبُو الْمُنْهَالِ بَعْضَ الأَحْيَانُ
  منها بسبب الإضافة قوله: (ومراده بما الكناية) أراد الكناية اللغوية وهي ما عبر به عن المعنى لأن الواقع هنا تشبيه قوله: (ومراده بما الكناية) الأولى ومراده بما ما الموصولة و مراده بالصديق الذي يكون مثل ما الصديق الناقص شبهه بها من حيث إنها مفتقرة لما يكملها وهو العائد والصلة، وأما كلامه فلا يظهر لأن كلامه حينئذ يكون تجنب صديقاً يكون كناية عن رجل ناقص، وكذا تقول في قوله عمرو الخ فالمراد بعمرو لفظ عمرو المرسوم الذي رسم فيه ما ليس حقه وشبه الرجل به من حيث أن كلاً يأخذ ما ليس مستحقاً له قوله: (المريد أخذ في نسخة المتزايد الآخذ قوله: (هذه المسألة الخ) يعني السادس والخامس. قوله: (فلا يجوز أمة زيد جاء) لأنه لو حذف أمة لم يعلم إسناد المجيء للأمة بل لزيد، وكذا في غلام هند وهذا بخلاف قطعت بعض أصابعه لأنك لو قلت قطعت أصابعه لعلم قطع البعض في الجملة بأن يكون على سبيل التجوز مثلاً تأمل. قوله: (ومن ثم) أي: من أجل هذا الشرط رد الخ، وقوله لأن المضاف الخ علة لقوله رد الخ.
  قوله: (أنه) مقول القول وقوله من باب قطعت بعض أصابعه أي أن الفعل أنث مع كون الفاعل مذكراً لاكتساب الفاعل التأنيث من المضاف إليه. قوله: (بتقديم الخ) أي: لأن الضمير يعود بعد الحذف على النفس وحينئذ يلزم عود الضمير على متأخرا لفظاً ورتبة فالمخلص أن يقدم نفساً وجوباً. قوله: (الذي ناب عن الإيمان) أي: الذي كان مضافاً إليه. قوله: (إلى ظاهره) أي: بأن يكون الظاهر مفعولاً للفعل الرافع لضميره المتصل. قوله: (كل حين) أي: فكل منصوب على الظرفية لاكتسابه الظرفية من المضاف إليه، وكذا