حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والعاشر: الإعراب

صفحة 150 - الجزء 3

  ذلك بأمور: منها قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ}⁣[سبا: ٥٤]، {وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}⁣[الجن: ١١] قاله الأخفش، وخُولف، وأجيب عن الأول بأن نائب الفاعل ضمير المصدر، أي: وَحِيل هو، أي: الحولُ كما في قوله [من الطويل]:

  ٧٦٠ - وَقَالَتْ: مَتَى يُبْخَلْ عَلَيْكَ وَيُعْتَلَلْ ... يَسُؤُكَ، وَإِنْ يُكْشَفْ غَرَامُكَ تَدْرَبِ

  أي: ويعتلل هو، أي: الاعتلال، ولا بُدَّ عندي من تقدير «عليك» مدلولاً عليها بالمذكورة، وتكون حالاً من المُضمر، ليتقيد بها فتقيد ما لم يُفده الفعل؛ وعن الثاني


  كما يؤخذ مما يأتي. قوله: (وحيل بينهم) أي: فبين مبني على الفتح وحقه الرفع لأنه نائب فاعل لإضافته للمبني. قوله: (ومنا دون) أي: فلم يقل دون بالرفع مع أنه مبتدأ ومنا خبر لإضافته للمبني فاكتسب منه البناء قوله: (وخولف) لا حاجة لهذا مع قوله وأجيب. قوله: (أي وحيل هو الخ) المراد بالحول الحجز أي حجز الحجز بينهم أي ثبت الحجز كما يؤخذ مما يأتي في المصنف. قوله: (كما في قوله) أي: فهذا نظيره في كون نائب الفاعل ضمير المصدر العائد على الفعل. قوله: (متى يبخل عليك) أي: بالوصل وقوله ويعتلل أي يعتذر لك من تركه وقوله يسؤك أي يحزنك. قوله: (تذرب) بفتح الراء من ذرب والمراد به يحتد لسانك أي متى يبخل عليك بالوصل ويعتذر لك في تركه تصر حزيناً، وحينئذ تخضع وتذل وإن كشف غرامك بالوصال صار لسانك حاداً طلقاً كثير الكلام. قوله: (ولا بد الخ) أي: لأجل أن تحصل فائدة لأن الفعل يدل على مصدره فلم يحصل بهما فائدة فإذا أتيت بالحال أفاد فائدة قوله: (ولا بد عندي الخ) لا حاجة إلى هذا الذي ذكر أنه لا بد منه عنده فإن الضمير النائب عن الفاعل راجع للمصدر المعهود أي الاعتلال وقد صرح به المصنف معرفاً فقد أفاد المصدر فائدة لم يفدها الفعل ضرورة أنه إنما يدل على مصدر نكرة والنائب هنا مصدر معرف معهود، وقد قال المصنف في توضيحه على الألفية المعنى ويعتلل الاعتلال المعهود أو اعتلال ثم خصصه بعليك أخرى محذوفة للدليل كما تحذف الصفات فجوز الأمر ولم يجعل أحدهما متعيناً لا بد منه وهذا الذي قاله في التوضيح هو الحق اهـ دماميني قوله: (مدلولاً عليها) أي: بحيث يكون الأصل متى يبخل عليك ويعتلل هو عليك. قوله: (ليتقيد) أي: المضمر بها أي بالحال لأن الحال في المعنى وصف لصاحبها والوصف مقلل للاشتراك وفيه أن تقدير الاعتلال بأل العهدية كافٍ ومغنٍ عن تقدير عليك ولا يحتاج لتقديرها إلا لو قدر اعتلال منك أي


٧٦٠ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ٤٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٨٩؛ وشرح المغني ص ٩٢، ٨٨٣؛ ولعلقمة في ديوانه ص ٨٣؛ ولأحدهما في المقاصد النحوية ٢/ ٥٠٦؛ وشر الأشموني ١/ ١٨٢).

المعنى: يقول: إن هجرناك واعتللنا عليك يسوك هذا الأمر، وإن وصلناك فكشفت غرامك كان ذلك عادة لك ودربة.