وهي أحد عشر
  بأنه على حذف الموصوف أي ومنا قوم دون ذلك، كقولهم: «مِنًا ظَعَنَ وَمِنَا أَقَامَ»، أي: منا فريق ظعن ومنا فريق أقام ومنها قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ}[الأنعام: ٩٤] فيمن فتح «بينَ»، قاله الأخفش، ويؤيده قراءة الرفع؛ وقيل: «بين» ظرف، والفاعل ضمير مستتر راجع إلى مصدر الفعل أي: لقد وقع التقطع، أو إلى الْوَصْلِ؛ لأن {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ}[الأنعام: ٩٤] يدلّ على التهاجر، وهو يستلزم عدم التواصل، أو إلى {مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ٩٤}[الأنعام: ٩٤] على أن الفعلين تنازعاه، ويؤيد التأويل قوله [من الطويل]:
  ٧٦١ - أَهُم بِأَمْرِ الْحَزْمِ لَوْ أَسْتَطِيعُهُ ... وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الْعَيْرِ وَالنَّزَوَانِ
  بفتح «بين» مع إضافته لمعرب، ومنها قوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}
  متى يبخل عليك ويعتلل الاعتلال المعهود بكونه عليك لا على غيرك.
  قوله: (على حذف الموصوف) أي: فدون منصوب على الظرفية صفة لموصوف محذوف هو المبتدأ ومنا خبر وليس دون هو المبتدأ حتى يتأتى كلامه. قوله: (ومنها) أي: من الأمور التي استدل بها على الاكتساب المضاف البناء من المضاف إليه. قوله: (فيمن فتح الخ) أي: فبين فاعل لتقطع ويدل له قراءة الرفع وفتح لإضافته للمبني فاكتسب البناء المضاف إليه. قوله: (أي لقد وقع التقطع) إنما فسر تقطع بوقع لأن إسناد الفعل لمصدره لا بد فيه من التأويل وإلا كان تهافتاً قوله: (على أن الفعلين) أي: تقطع وضل تنازعاه على الفاعلية فأعمل الثاني وأضمر في الأول ضميراً عائداً على ما كنتم تزعمون وفيه أن هذا يعارضه ما قاله في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٢٥٩}[البقرة: ٢٥٩] فقد ذكر هناك أنه لا يجوز أن يخرج القرآن على الإضمار قبل الذكر أن البصريين لا يجيزونه، وأجيب بأن كلامه الآن بصدد بيان أقوال المؤولين وإن كان أحدها لا يرضاه ولا يقول به بدليل ما سبق له اهـ تقرير دردير قوله: (ويؤيد التأويل) أي: كون بين ظرف والفاعل ضمير يعود إلى المصدر أو إلى الوصل الخ. قوله: (بين العير) أي: الحمار والنزوان أي النط على الأنثى والوثوب عليها. قوله: (مع إضافته لمعرفته لمعرب) أي: وإذا كان مضافاً لمعرب فلا يمكن القول ببنائها لأنها لا تبنى إلا إذا أضيفت لمبني فتعين أن بين ظرف ونائب الفاعل ضمير يعود على المصدر فالقصد أنه تعين
٧٦١ - التخريج: البيت لصخر بن عمرو السلمي (أخي الخنساء) في (الأصمعيات ص ١٤٦؛ وخزانة الأدب ١/ ٤٣٨؛ والشعر والشعراء ٣٥٢١؛ ولسان العرب ٣١٩/ ١٥ (نزا)؛ وبلا نسبة في المنصف ٣/ ٦٠).
المعنى: الحزم: إحكام الأمر. النزوان وثوب الذكر على الأنثى. العير: الحمار والعير قافلة النوق.
المعنى: أريد ضبط أموري وإحكامها، ولكني لا أستطيع إلى ذلك سبيلا.