وهي أحد عشر
  [الذاريات: ٢٣] فيمن فتح «مثلا»؛ وقراءة بعض السلف {أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ}[هود: ٨٩] بالفتح، وقول الفرزدق [من البسيط]:
  [فأَصْبَحُوا قَدْ أَعَادَ اللَّهُ نِعْمَتَهُمْ] ... إِذْ هُمْ قُرَيْسٌ وَإِذْ مَا مِثْلَهُمْ بَشَرُ
  وزعم ابن مالك أن ذلك لا يكون في مثل» لمخالفتها للمبهمات؛ فإنها تُثنى وتجمع كقوله تعالى: {إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأنعام: ٣٨]، وقول الشاعر [من البسيط]:
  [مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا] ... وَالشَّرُ بِالشرعِندَ اللَّهِ مِثلَانِ
  وزعم أن «حقاً» اسم فاعل من «حَقَّ يحق»، وأصله: «حاق» فقُصر، كما قيل: «بر» و «سر»؛ ففيه ضمير مستتر، ومثل حال منه، وأن فاعل «يصيبكم» ضميره تعالى لتقدّمه في {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ}[هود: ٨٨] ومثل: مصدر.
  وأما بيت الفرزدق ففيه أجوبة مشهورة ومنها قوله [من البسيط]:
  لَمْ يَمْنَعِ الشَّرْبَ مِنْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْ ... حَمَامَةٌ فِي غُصُون ذَاتِ أَوْقَالِ
  فغير: فاعل لـ «يمنع» وقد جاء مفتوحاً، ولا يأتي فيه بحث ابن مالك؛ لأن
  هنا التأويل قوله: (مثل ما أصاب) بفتح مثل مع أنه فاعل لقوله يصيب. قوله: (وإذ ما مثلهم الخ) فمثلهم مبتدأ مبني على الفتح لإضافته لمبني.
  قوله: (وزعم ابن مالك أن ذلك) أي: اكتساب المضاف البناء من المضاف إليه لا يكون في مثل لمخالفتها الخ، وقد يقال أن يوم يثني ويجمع ويكتسب البناء من المضاف به كما يأتي في الثالث قوله: (لمخالفتها الخ) أي: فلا يتأتى فيها البناء أصلاً بخلاف غير وبين قوله: (وزعم) عبر بالزعم إشارة لبعده. قوله: (من حق) باب ضرب. قوله: (فقصر) أي: بحذف الألف قوله: (كما قيل بر الخ) أي: فالأصل بان وسار ونام. قوله: (ففيه ضمير مستتر) تفريع على كونه اسم فاعل قوله: (ومثل مصدر) أي: منصوب على المصدرية أي أن يصيبكم إصابة مثل إصابة الخ. قوله: (وأما بيت الفرزدق) وهو قوله:
  فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
  قوله: (ففيه أجوبة) أحدها أن نصب مثل على الحال والخبر محذوف أي موجوداً وأنه أعمل لا مع عدم الترتيب شذوذ أو أن نصب مثل غلط لأن الفرزدق لم يعرف شرط إعمال ما الحجازية عند الحجازيين لكونه تميمياً. قوله: (غير أن نطقت) قال بعض عد هذا من قبيل الإضافة إلى مبني مشكل إذ المعنى غير نطق حمامة وهذا أمر لا بد منه لوجود الحرف المصدري وجوابه أن الإضافة بحسب الظاهر إلى جملة مصدرة بحرف مصدري كما صرح به الرضى وليست من قبيل المعربات بل هي مبنية، نعم هذه الجملة في تأويل مفرد لوجود الحرف المصدري فالمعرف هو ذلك المفرد الذي تؤول الجملة به والإضافة في الظاهر إنما هي للجملة قوله: (ذات أو قال) وفي نسخة ذات أفنان. قوله: