حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والحادي عشر: البناء، وذلك في ثلاثة أبواب

صفحة 153 - الجزء 3

  قولهم: «غَيْرَانِ وأَغْيَارُ» ليس بعربي.

  ولو كان المضاف غير مبهم لم يُبْنَ، وأما قول الجرجاني وموافقيه إن «غُلامي» ونحوه مبني فمردود، ويلزمهم بناء «غلامك»، و «غلامه» ولا قائل بذلك.

  الباب الثاني: أن يكون المضاف زماناً مبهماً، والمضاف إليه «إذ»، نحو: {وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ}⁣[هود: ٦٦]، و {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}⁣[المعارج: ١١] يُقرآن بجر «يوم» وفتحه.

  الثالث: أن يكون زماناً مبهماً والمضاف إليه فعل مبني، بناء أصليا كان البناء، كقوله [من الطويل]:

  ٧٦٢ - عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَا ... وَقُلْتُ: المَا أَصْحُ والشَّيْبُ وَارْعُ؟

  أو بناء عارضاً، كقوله [من الطويل]:


  (ولو كان الخ) هذا مفهوم قوله في أول الباب أن يكون المضاف مبهماً كغير الخ. قوله: (فمردود) أي: لأنه ليس غلام من المبهمات ولأنه يلزمهم الخ. قوله: (زماناً مبهماً) أي: مثل ساعة ويوم. قوله: (وفتحه) هو محل الشاهد فبناء يوم لإضافته للمبني، وأما على جره فيوم معرب قوله: (على حين) فالفتح بناءً لإضافته للفعل المبني أي للجملة التي فعلها مبني، وقوله على الصبا بكسر الصاد الميل للجهل. قوله: (الما أصح) من الصحو وهو الإفاقة من السكر والوازع المانع يعني أنه بكى لأجل شوقه إلى محبوبه ثم رجع على نفسه بالملامة على الانهماك في سكر الصبوة ووبخها عن عدم الصحو منه مع وجود المانع من التلبس بذلك وهو الشيب الذي لا يليق بصاحبه التلطخ بالأدناس الشهوانية قوله: (والشيب وازع) أي: مانع من ارتكاب الصبا وهذا البيت للنابغة وقبله:

  وأسبل مني عبرة فرددتها ... على النحر منها مستهل ودامعُ

  أسبل هطل وحذف تاء التأنيث للفصل والعبرة بفتح العين الدمع والمستهل بكسر الهاء السائل والدامع مثله قوله: (أو بناء عارضاً الخ) جعل المصنف بناء الفعل المضارع


٧٦٢ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ٣٢؛ والأضداد ص ١٥١؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٥؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٥٦، ٣/ ٤٠٧، ٦/ ٥٥٠، ٥٥٣؛ والدرر ٣/ ١٤٤؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٠٦؛ وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٥٣؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨١٦، ٨٨٣؛ والكتاب ٢/ ٣٣٠، ولسان العرب ٨/ ٣٩٠ (وزع)، ٩/ ٧٠ (خشف)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤٠٦، ٤/ ٣٥٧؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١١١؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٥، ٣/ ٥٧٨؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٨٧ وشرح المفصل ٣/ ١٦، ٤/ ٥٩١، ٨/ ١٣٧؛ والمقرب ١/ ٢٩٠، ٢/ ٥١٦؛ والمنصف ١/ ٥٨؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٨).

اللغة والمعنى: على حين أي في حين المشيب الشيب. الصبا الميل إلى الهوى. أصحو: أفيق. الوازع: الرادع. =