حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

والحادي عشر: البناء، وذلك في ثلاثة أبواب

صفحة 154 - الجزء 3

  ٧٦٣ - لاجْتَذِبَنْ مِنْهُنَّ قَلْبِي تَحَلْماً ... عَلَى حِينَ يَسْتَصْبِينَ كُلِّ حَلِيمِ

  رويا بالفتح، وهو أرْجَحُ من الإعراب عند ابن مالك، ومرجوح عند ابن عصفور.

  فإن كان المضاف إليه فعلاً معرباً أو جملة اسمية، فقال البصريون: يجب الإعراب، والصَّحيحُ جواز البناء، ومنه قراءة نافع: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ}⁣[المائدة: ١١٩] بفتح «يوم»، وقراءة غير أبي عمرو وابن كثير {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ}⁣[الانفطار: ١٩] بالفتح، وقال [من الطويل]:

  ٧٦٤ - إِذَا قُلْتُ هَذَا حِينَ أَسْلُو يَهِيجُنِي ... نَسِيمُ الصَّبَا مِنْ حَيْثُ يَطَّلِعُ الْفَجْرُ


  عند اتصاله بنون الإناث عارضاً مع أن الأصل في الفعل من حيث هو البناء لأن المضارع على الخصوص أشبه الاسم فأعرب وجعل ما يرده إلى البناء أمراً طارئاً عليه اهـ ... دماميني. قوله: (لأجتذبن الخ) الاجتذاب السلب والتحلم تكلف الحلم بالكسر يعني لأسلبن قلبي من هذه النسوة تكلفاً مني لإظهار الحلم والرجوع عن الصبوة وعلى بمعنى في وهي متعلقة بالفعل أو بالمصدر ويستصبين بمعنى يصبين أو بمعنى يطلبن الصبوة. قوله: (رويا) أي: حين في البيتين، وقوله بالفتح أي على أنهما مبنيان لإضافتهما لمبني. قوله: (عند ابن مالك) قال في الخلاصة:

  واختر بنا متلو فعل بنيا

  قوله: (والصحيح) أي: مع أنه خبر لمبتدأ محذوف أي هو يوم الخ. قوله: (بفتح يوم) أي: مع أنه خبر عن اسم الإشارة فهو مبني على الفتح في محل رفع. قوله: (هذا حين أسلو) هذا مبتدأ والإشارة للوقت الحاضر وحين أسلو مبني على الفتح في محل رفع وهو مضاف لجملة أسلو. قوله: (حين أسلو) من السلو وهو النسيان وقوله يهيجني بفتح


= يقول: لما حلّ المشيب وارتحل الصبا عاتبت نفسي قائلاً: أما تصحين من سكرك، أي تماديك في المعاصي، ويمنعك الشيب؟

٧٦٣ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٣/ ٣٠٧؛ والدرر ٣/ ١٤٥؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٥؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٣؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٤١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٢١٨).

شرح المفردات التحلّم: تكلف الحلم أي الرزانة والابتعاد عن الطيش. يستصبين: يقعن في الصبوة، وهي الميل إلى اللهو والطيش. الحليم: العاقل.

المعنى: يقول: إنّه سيجتذب قلبه من هؤلاء الحسان ويبتعد عن اللهو والطيش تكلفاً، في حين أن لهنّ قوّة تغلب كلّ عقل، وتستميل كل عاقل.

٧٦٤ - التخريج: البيت لأبي صخر الهذلي في (شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٥٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٩؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٨٥؛ ولسان العرب ٨/ ٢٣٥ (طلع)). =