وهي أحد عشر
  مَقَالَةَ أَنْ قَدْ قُلْتَ: سَوْفَ أَنَالُهُ، ... وَذَلِكَ مِنْ تِلْقَاءِ مِثلِكَ رَائِعُ
  فقال [من الطويل]:
  ٧٦٧ - [إِذَا كُنتَ فِي قَوْمِ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ ... وَلا تَصْحُبِ الأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي
  فقيل له: الجواب، فقال ابن الأبرش: قد أجاب يريد أنه لما أضيف إلى المبني اكتسب منه البناء؛ فهو مفتوح لا مَنصوب، ومحلّه الرفع بدلاً من «أنك لمتني»، وقد روي بالرفع. وهذا الجواب عندي غير جيد لعدم إبهام المضاف، ولو صح لصح البناء في نحو: «غُلامك، وفَرَسه» ونحو هذا مما لا قائل به؛ وقد مضى أن ابن مالك منع البناء في «مثل» مع إبهامها لكونها تُثَنَّى وتُجمع، فما ظنك بهذا؟ وإنما هو منصوب على إسقاط الباء، أو بإضمار «أعني» أو على المصدرية. وفي البيت إشكال لو سأل السائل عنه لكان أولى، وهو إضافة «مَقَالَة» إلى «أنْ قَدْ قلت» فإنه في التقدير: مقالة قولك، ولا يُضاف الشيء إلى نفسه؛ وجوابه أن الأصل: «مقالة» فحذف التنوين
  قوله: (مقالة) نصب مقالة بدل من أنك لمتني وهي في تأويل مصدر فاعل بأتاني فمقتضاه أن يرفع مقالة لأن البدل من المرفوع مرفوع قوله: (أناله) بضم اللام فعل مضارع أي أصيبه وقوله رائع من أراعه بمعنى قوله: (من تلقاء) يقال جلس تلقاءه أي حذاءه أي وذلك القول من عند مثلك مخيف. قوله: (ولا تصحب الأردى الخ) هذا عجز بيت ثان وأول البيتين:
  عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
  إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ... ولا تصحب الأردى فتدى مع الردي
  قوله: (أضيف إلى المبني) أي: وهو ان ولكن فيه أن الإضافة إنما هي للجملة وهي لا توصف بكونها مبنية ولا معرفة تأمل. قوله: (وقدروي بالرفع) أي: وقدروي البيت برفع مقالة. قوله: (ولو صح) أي: البناء هنا في مقالة قوله: (لصح البناء الخ) أي: بجامع كلا منهما اسم غير مبهم مضاف لمبني. قوله: (فما ظنك بهذا) أي: الذي لا إبهام فيه أصلاً قوله: (أو على المصدرية) أي: وعامله ما بعده وهو أن قد قلت. قوله: (وجوابه الخ) أي: أو أنه من إضافة العام للخاص وهي المسماة بالبيانية أي مقالة هي قولك سوف
= المعنى: «١» جاءني - زادك الله عزة ومجداً - أنك وبختني فإن سمعي لا يصدق هذا، ويصم عن ٥٠ «٢» فقد سمعت بأنك توعدتني، وهذا ما يخيفني ولا أستطيع الهرب منك.
٧٦٧ - التخريج البيت لعدي بن زيد في (ديوانه ص ١٠٧).
اللغة: خيار الناس: أفاضلهم. الأردى: الأكثر رداءة وسوءاً. تردى: تهوي، تسقط. الردي: السيء.
المعنى: صاحب أفاضل الناس ولا تصاحب أسوأهم، فتسقط مكانتك معه، وتكون مثله.