السادس: التضمين
  الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا}[النساء: ١٤٠]، وذلك إشارة إلى قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا}[الأنعام: ٦٨] الآية، وهي آية واحدة.
  والنقل بالتضعيف سماعي في القاصر كما مثلنا، وفي المتعدي لواحد، نحو: عَلَّمْتُهُ الْحِسَابَ»، و «فَهَمْتُهُ المسألة»، ولم يُسمع في المتعدّي لاثنين. وزعم الحريري أنه يجوز في عَلِمَ المتعدّية لاثنين أن يُنقل بالتضعيف إلى ثلاثة، ولا يُشهد له سماع ولا قياس، وظاهِرُ قول سيبويه أنه سماعي مطلقاً؛ وقيل: قياسي في القاصر والمتعدي إلى واحد.
  السادس: التضمين؛ فلذلك عُدي «رَحُبَ» و «طَلُعَ» إلى مفعول لَمَّا تضمّنا معنى «وَسِعَ» وَ «بَلَغَ»، وقالوا: «فَرِقْتُ زيداً»، و {سَفِهَ نَفْسَهُ}[البقرة: ١٣٠] لتضمنهما معنى
  قوم أو ضمير المخاطبين على رأي آخرين أي نزل عليكم في الكتاب أن الشأن كذا والشأن ما أفادته الجملة بشرطها وجزائها أو نزل عليكم في الكتاب أنكم إذا سمعتم، وإن مع في خبرها في قراءة عاصم في محل نصب ينزل وفي محل رفع بنزل في قراءة غيره والمنزل عليهم في الكتاب ما نزل عليهم بمكة من قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}[الأنعام: ٦٨] فما في سورة النساء تذكير للمؤمنين بما نزل أولاً بمكة وهو آية. واحدة، ومع ذلك استعمل في شأنها نزل المضعف وهو منافٍ لقول الزمخشري باقتضائه التدريج في التنزيل ولا تدريج مع وحدة الآية والجواب أن الحمل على التدريج إنما يرتكب عند فقد المنافي وهو موجود فيما ذكر فيحمل نزل ذو التضعيف على أنزل ذي الهمزة وقد قال الزمخشري في آية الأنعام نزل بمعنى أنزل اهـ دماميني.
  قوله: (إن إذا سمعتم) أي: نزل عليكم في القرآن إن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها الخ أي فأعرضوا عنهم والذي نزل في القرآن هو قوله وإذا رأيت الذين يخوضون الخ. قوله: (وذلك) أي: قوله نزل عليكم في الكتاب أي أن آية النساء تشير إلى آية الأنعام. قوله: (إشارة إلى قوله تعالى وإذا رأيت الذين يخوضون الخ) أي: التي هي في الأنعام. قوله: (وهي) أي: قوله وإذا رأيت الذين قوله: (آية واحدة) أي: والآية الواحدة لا يتأتى فيها تدريج قوله: (والنقل) أي: والتعدي قوله: (سماعي مطلقاً) أي: في القاصر والمتعدي، لواحد وأما المتعدي لاثنين فلم يسمع كما قال قبل وهذا هو نفس ما سبق والأنسب أن يذكر هذا قبل كلام الحريري ويقول وهو ظاهر قول سيبويه وقوله وقيل قياسي أي وقيل قياسي مطلقاً أي في القاصر والمتعدي لواحد قوله: (التضمين) أي: وهو سماعي كما سبق للدماميني قال شيخنا الدردير والظاهر أن فيه لا بأنه قياسي لكثرته. قوله: (رحب وطلع) أي: مع أنه فعل لازم، وقوله عدى رحب أي فقيل رحبتكم الطاعة وطلع زيد اليمن. قوله: (فرقت زيداً) من الفرق بمعنى الخوف فقوله خاف راجع لفرقت وقوله