حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

السابع: إسقاط الجاز توسعا

صفحة 168 - الجزء 3

  «خاف» و «امتهن» أو «أهْلَكَ».

  ويختص التضمين عن غيره من المعدّيات بأنه قد يَنْقُلُ الفعل إلى أكثر من درجة، ولذلك عُدّي «ألَوْتُ» بقصر الهمزة بمعنى «قصرت» إلى مفعولين بعد ما كان قاصراً، وذلك في قولهم: «لا آلوكَ نُضحاً»، و «لا آلُوكَ جَهْداً» لما ضمن معنى: لا أمنعُكَ؛ ومنه قوله تعالى: {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا}⁣[آل عمران: ١١٨]. وعُدّي «أَخْبَرَ»، و «خَبَّرَ»، و «حَدَّث»، و «نَبَّأ» إلى ثلاثة لما ضُمنت معنى «أعْلَمَ» و «أرى» بعد ما كانت متعدية إلى واحد بنفسها وإلى آخر بالجار، نحو: {أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}⁣[البقرة: ٣٣] {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ}⁣[الأنعام: ١٤٣].

  السابع: إسقاط الجاز توسعاً، نحو: {وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا}⁣[البقرة: ٢٣٥]، أي: على سر، أي: نكاح، {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}⁣[الأعراف: ١٥٠]، أي: عن أمره، {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}⁣[التوبة: ٥]، أي: عليه؛ وقول الزجاج: «إنه ظرف»، ردَّه الفارسي بأنه مختص بالمكان الذي يرصد فيه؛ فليس مبهماً، وقوله [من الكامل]:

  [لدْنٌ بِهَزُ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ ... فِيهِ] كَمَا عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ

  أي: في الطريق، وقول ابن الطراوة: «إنه ظرف» مردود أيضاً بأنه غير مبهم؛ وقوله: إنه اسم لكل ما يقبل الاستطراق فهو مُبهم لصلاحيته لكل موضع مُنَازَع فيه، بل هو اسم لما هو مستطرق.

  ولا يحذف الجار قياساً إلا مع «أَنَّ» و «آن»؛ وأهمل النحويون هنا ذكر «كي» مع تجويزهم في نحو: «جِئْتُ كَيْ تُكْرِمَنِي» أن تكون «كي» مصدرية، واللام مقدرة


  وامتهن وأهلك راجعان لسفه قوله: (قد ينقل الفعل) أي: قد ينقل التضمين الفعل. قوله: (لا آلوك) هو بهمزتين قبل اللام وقد يمد قوله: (إلى ثلاثة) أي: بنفسها بعد أن كانت تتعدى إلى واحد بنفسها والآخر بحرف الجر الخ. قوله: (أي نكاح) تفسير لسر.

  قوله: (مرصد) أي: طريق قوله عليه أي على كل قوله: (انه ظرف) أي: لأن كل مضافة للظرف وهو مرصد وكل بحسب ما تضاف إليه قوله: (بأنه) أي: المرصد. قوله: (فليس مبهماً) أي: ولا ينصب على الظرفية إلا ما كان مبهماً قوله: (كما عسل) أي: كما اهتز ونط الثعلب الطريق أي في الطريق قوله: (وقوله) أي: ابن الطراوة جواب عما ورد عليه من أنه ليس مبهماً. قوله: (مستطرق) أي: بالفعل وهو الذي يكون بين المزارع أو بين المنازل وهذه ليست مبهمة قوله (إلا مع ان الخ) أي: وأما مع غيرهما فهو سماعي. قوله: (هنا) أي: في المواضع التي يحذف معها الجار قياساً. قوله: (واللام مقدرة) هذا