وهي سبعة:
  ومحل «أنّ» و «أن» وصلتهما بعد حذف الجاز نصب عند الخليل وأكثر النحويين، حملاً على الغالب فيما ظهر فيه الإعراب مما حُذِف منه؛ وجَوَّزَ سيبويه أن يكون المحل جرا، فقال بعدما حكى قول الخليل. ولو قال إنسان إنه جز لكان قولاً قوياً، وله نظائر نحو قولهم: «لاه أبوك»، وأما نقل جماعة منهم ابن مالك أن الخليل يرى أن الموضع جرّ وأن سيبويه يرى أنه نصب فسهو.
  ومما يشهد لمدَّعي الجر قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ١٨}[الجن: ١٨]، {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: ٩٢]، أصلهما: لا تدعو مع الله أحداً لأن المساجد الله، وفاعبدون لأن هذه.
  المضارع ولا يمكن الجمع بين استمرار الرغبة في الخير واستمرار الرغبة في الشر لأنه متى استمرت الرغبة في الخير لزم انتفاء الرغبة في الشر لأنها شر فلو فرض وجودها لم يستمر الرغبة في الخير وقد فرض استمرارها وكذلك العكس، وكذا الاستمرار في الرغبة عن الخير وعن الشر معاً لا يتصور إذ الرغبة عن الخير رغبة في الشر والرغبة عن الشر رغبة في الخير فثبت التناقض على تقدير في أو عن في الموضعين كما ذكر المصنف. قوله: (ومحل أن وإن الخ) أي: محلهما النصب وجوباً قوله (حملا على الغالب) أي: لأن الغالب أن الجار إذا حذف انتصب المجرور والأولى التخريج على الغالب لا على النادر. قوله: (انه) أي: محهلما جر قوله: (لاه أبوك) أي: فالأصل الله در أبيك فقد حذف الجار أعني اللام وأبقى الاسم مجروراً على حاله وقوله در أبيك حذف منه المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. قوله: (وإن هذه أمتكم) الأمة الملة والإشارة لملة الإسلام أي أن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها يشار إليها ملة واحدة غير مختلفة.
  قوله: (أصلهما لا تدعوا الخ) فيه أنه يلزم على كون هذا الأصل أن يكون معمول الفعل مقدماً عليه مع أن الفاء يمتنع أن يكون ما بعدها عاملاً فيما قبلها سواء كانت للسببية أو جزائية خلافاً للجار بردي في الأولى، فإن قلت على ماذا يتخرج قلت على حذف إما الشرطية وتكون هذه الفاء هي الداخلة على جوابها وقد ذكر الرضى أن حذف إما مطرد إذا كان ما بعد الفاء أمراً أو نهياً وما قبلها منصوباً به أو بمفسر به وضابط الاطراد المذكور يشمل ما في الآيتين فيكون تقديم المعمول على الفاء مغتفراً على ما تقرر في محله اهـ دماميني. قوله: (أصلهما لا تدعوا مع الله أحداً) أي: في المساجد لأن المساجد لله فالمشركون كانوا يأخذون الأصنام معهم في المسجد الحرام ويدعونها فيه فأنزل الله وأن المساجد الخ أي لا تدعوا مع الله أحد في المساجد لأن المساجد الخ، فالمساجد على التوسع بنزع الخافض مع أنه في محل جر بالحرف المحذوف لا في محل نصب بالفعل وإلا كانت مفعولاً لتدعوا مقدماً عليه وتقديم منصوب الفعل المؤول من أن وصلتها ممنوع