حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي سبعة:

صفحة 172 - الجزء 3

  فإذا فتحت السين صار بمعنى «سَتَرَ» و «غَطَّى»، وتعدى إلى واحد كقوله [من المتقارب]:

  ٧٧٤ - وَأَرْكَبُ فِي الرَّوْعِ خَيْفَانَةٌ ... كَسَاوَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ

  أو بمعنى: أعطى كُسْوَةً وهو الغالب، فيتعدّى إلى اثنتين، نحو: «كَسَوْتُ زَيْداً جُبَّةٌ»؛ قالوا: وكذلك «شَتِرَتْ عَيْنُهُ»، بكسر التاء قاصر بمعنى: انقلب جفنها، و


  كسوة. قوله: (فتنبو) أي: تتجافى وتتباعد ولا تنظر لهن قوله: (عن كرم) بفتح الكاف وكسر الراء يوصف به المفرد والمثنى والجمع مذكراً كان ما ذكر أو مؤنثاً وصف من الكرام أي كرام والبيت لأبي خالد الخارجي:

  لقد زاد الحياة إلى حبا ... بناتي أنهن من الضعاف

  أحاذر أن يرين البؤس بعدي ... وأن يشربن رنقا غير صاف

  والرنق بسكون النون المضرورة وأصلها الفتح مصدر رنق الماء تكدر وبعد البيت:

  ولولاهن قد سومت مهري ... وفي الرحمن للضعفاء كافِ

  أي: كفاية يعني هذا الشاعر أن حبي للحياة وتخلفي عن الحرب إنما هو لأجل بناتي فإني إن قتلت لم يبق لهن من يقوم بأمرهن فيعرين ويجعن وتنبو عين من تزوجهن عنهن ولولاهن سومت مهري للحرب أي جعلت له علامة قوله: (عجاف) أي: هزيلات جمع عجفاء على غير قياس لأن أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال قوله: (فإذا افتحت السين) أي: من كسى. قوله: (وغطى) أي: إذا كان كسا بمعنى غطى. قوله: (كقوله) أي: امرئ القيس. قوله: (خيفانة) الجردة المتلونة استعارها للفرس. قوله: (ووجهها) أي: فهو متعد لواحد أي كسا وجهها شعراً كالسعف قوله: (وبمعنى أعطى) أي: إذا كان كسا بمعنى أعطى وهو عطف على قوله بمعنى ستر. قوله: (سعف الخ) هو شعر الناصية


= الشيباني في لسان العرب ١٥/ ٢٢٤ (كسا)؛ ولمرداس بن أذنة في لسان العرب ٩/ ٢٣٤ (عجف)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٧٠؛ وإصلاح المنطق ص ٦٠؛ والممتع في التصريف ٢/ ٥٣٦؛ والمنصف ٢/ ١١٥).

اللغة: يعرين: يخلعن نبا بصره تباعد. عجاف: ضعاف.

المعنى: لولا خوفي على بناتي من الجوع والعري، وظلم الأزواج بعدي، لركبت إلى الحرب غير هياب.

٧٧٤ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١٦٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٣٦؛ ولسان العرب ٩/ ١٠٢ (خيف)، ٩/ ١٥١، ١٥٢ (سعف)).

اللغة: الروع: الحرب خيفانة: الجرادة ذات الألوان سعف: شعر الفرس على ناصيتها.

المعنى: إذا شددت إلى الحرب الضروس فإني راكب فرساً ملوناً كالجرادة، يكسو جبهتها شعر مبعثر غير كثيف.