حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها]

صفحة 178 - الجزء 3

  فقال: «نَعَمْ» حرف جواب، ثم طلبا محلَّ الشاهد في البيت، فلم يجداه، فظهر لي حينئذ حسنُ لغة كنانة في «نَعَم» الجوابية وهي «نَعِمْ» بكسر العين، وإنما «نعم» هنا واحد الأنعام، وهو خبر المحذوف، أي: هذه نعم، وهو محل الشاهد.

  وسألني أبو حَيّان - وقد عَرَضَ اجتماعنا - عَلامَ عُطف «بحقلد» من قول زهير [من الطويل]:

  ٧٧٦ - تَقِيُّ نَقِيٌّ لَمْ يُكَثُر غَنِيمَةٌ ... بِنَهْكَةِ ذِي قُرْبَى وَلَا بِحَقَلْدِ


  سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة والأصغر ابن أخيه زمعة بن سفيان بن سعد الخ، وأول القصيدة:

  هل بالديار أن تجيب صمم ... لو كان رسم ناطقاً بكلم

  الدار قف والرسوم كلم ... رقش في ظهر الأديم قلم

  وبهذا البيت سمي مرقشاً ومنها:

  الشعر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنم

  ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم

  قوله: (التلبب) مصدر تلبب إذا لبس السلاح والغارات جمع غارة بمعنى إغارة. قوله: (لغة كناية) أي: إنهم قد فروا من هذا وجعلوا حرف الجواب مكسور العين مع فتح النون. قوله: (أي هذه نعم) أي: فغيروا عليها وخذوها فلو عرفوا المعنى ما غلطوا. قوله: (وقد عرض اجتماعنا) أي: فالاجتماع لم يكن مقصوداً. قوله: (بنهكة ذي قربي) النهكة الانتهاك بالأسر والعقوبة أي أنه لم يكثر الغنيمة بسبب أسر وعقوبة شخص قريب له بل لذاته. قوله: (ولا بحقلد) بفتح الحاء وكسرها كذا ذكر شيخنا العدوي عن شيخه الملوي، وفي «الصحاح» الحقلد الضيق البخيل وفي «القاموس» حقلد كعملس الضيق البخيل والضعيف وكزبرج السيئ الخلق، وإذا علمت هذا فالبيت يضبط بفتح الحاء والقاف وفتح اللام المشددة وأيضاً كان الأولى للمصنف أن يقول فهو الضيق البخيل لأن السيئ الخلق إنما هو معنى حقلد كزبرج وهو لا يصح في البيت إنما الذي في البيت حقلد


= المعنى: فليبقني الله لابساً درعي، وحاملاً سلاحي، متأهباً للحرب، منتظراً إشارة الجيش للإغارة والحصول على الأنعام.

٧٧٦ - التخريج البيت لزهير بن أبي سلمى في (ديوانه ص ٢٣٤؛ وشرح شواهد المغني. ٢/ ٦٤٢، ٨٩٠؛ ولسان العرب ٣/ ١٥٤ (حفلد)، ٣/ ١٥٥ (مقلد)).

اللغة: النفي: الطاهر الورع نهكة ظلامة الحقلّد: السيئ الخلق والبخيل.

المعنى: إنه طاهر فاعل للخير بعيد عن الظلم في جمع المال يبذله في سبيل الخير وفك المظالم والمآسي، ووقف الحروب.