الجهة الرابعة
  السادس: قول التبريزي في قراءة يحيى بن يعمر {تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ}[الأنعام: ١٥٤] بالرفع: إن أصله: أَحْسَنُوا، فحُذِفت الواوُ اجتزاء عنها بالضمة، كما قال [من الوافر]:
  ٧٩١ - إِذَا مَا شَاءُ ضَرُّوا مَنْ أَرَادُوا ... وَلَا يَأْلُوهُمُ أَحَدٌ ضِرارا
  واجتماع حذف الواو وإطلاق «الذي» على الجماعة، كقوله [من الطويل]:
  وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْج دِمَاؤُهُمْ ... [هُمُ القَوْمُ كُلُّ الْقَوْمِ يا أَمْ خَالِدِ]
  ليس بالسهل، والأولى قولُ الجماعة: إنه بتقدير مبتدأ، أي: هو أحسن، وقد جاءت منه مواضع، حتى إن أهل الكوفة يقيسونه والاتفاق على أنه قياس مع «أي»، كقوله [من المتقارب]:
  [إِذَا مَا لَقِيتَ بَنِي مَالِكِ] ... فَسَلّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ
  وأما قول بعضهم في قراءة ابن محيصن {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}[البقرة: ٢٣٣]: إن الأصل: أن يُتِمُّوا بالجمع فحسن؛ لأن الجمع على معنى «مَنْ» مثل {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ}[يونس: ٤٢] ولكن أظهر منه قول الجماعة: إنه قد جاء على إهمال «أن»
  قوله: (شاء) أي: فأصله شاؤوا فاجتزئ بالضمة عن الواو. قوله: (قم له ولا يألوهم الخ) يألوا، أي: يستطع قال الجوهري: تقول ألاه يألوه ألواً استطاعه والضرار المضاررة يريد الشاعر أن أحداً لا يستطيع أن يضاررهم ولا يقاومهم في المضاررة. قوله: (كقوله) تنظير في إطلاق الذي على الجماعة. قوله: (والأولى الخ) أي: لأنه لا يلزم عليها أمران قليلان حذف الواو والاجتزاء بالضمة وإطلاق الذي على الجماعة. قوله: (وقد جاءت) هذا استئناف مقو لما قبله وقوله: منه أن. هذا الباب وهو حذف صدر الصلة عند عدم طولها.
  قوله: (أن الأصل أن يتموا بالجمع) أي: فحذفت الواو واجتزئ عنها بالضمة. قوله: (ولكن أظهر منه الخ) الأظهرية من جهة مخالفة الأول للرسم من غير واو اهـ تقرير دردير قوله: (ولكن أظهر منه قول الجماعة الخ) فيه نظر من وجهين أحدهما أنه لا وجه لكون هذا أظهر فإن حمل الناصبة على ما المصدرية في الإهمال قليل وليس بقياس وإنما وقع في شذوذ من الكلام بخلاف اعتبار معنى من فإنه كثير ووقوعه في فصيح الكلام شائع
٧٩١ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٥/ ٢٣١، ٢٣٢؛ والدرر ١/ ١٨٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٩٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٥٨).
اللغة: لا يألوهم: لا يمنعوهم:
المعنى: يضرون الناس حينما يريدون ولا يستطيع أحد أن يضرهم.