حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة الرابعة

صفحة 229 - الجزء 3

  الناس قول الزمخشري في هذه المواضع متناقضاً، والصواب ما بَيَّنْتُ لك، قال: ويجوز أن يتصل بقوله: {وَلَا تُظْلَمُونَ}⁣[البقرة: ٢٧٩، النساء: ٧٧] اهـ، وقد مضى رده.

  الثامن: قول ابن حبيب إن {بِسْمِ اللَّهِ}⁣[الفاتحة: ١] خبر، و {الْحَمْدُ}⁣[الفاتحة: ٢] متبدأ، و «الله» حال، والصواب أن {الْحَمْدُ لِلَّهِ}⁣[الفاتحة: ٢] مبتدأ وخبر، و «بسم الله» على ما تقدم في إعرابها.

  التاسع: قول بعضهم إن أصل «بسم» كسر السين أو ضمها على لغة من قال: «سم» أو «سُمٌ»، ثم سُكّنت السين؛ لئلا يتوالى كسرات، أو لئلا يخرجوا من كسر إلى ضم؛ والأولى قول الجماعة: إن السُّكون أصل، وهي لغة الأكثرين، وهم الذين يبتدئون اسماً بهمز الوصل.

  العاشر: قول بعضهم في الرحيم من البسملة: إنه وصل بنية الوقف، فالتقى


  قوله: (والصواب ما بينت لك) حاصل دفع التناقض عن الزمخشري انه امتنع من جعل ما شرطية لرفع تود من حيث كانت هذه القراءة قراءة الجماعة وتساعد في تجويز ما أجازه في أينما تكونوا يدرككم الموت برفع يدرك وإن كان مثل ما منعه أو أشد لكون القراءة شاذة فلم يبال بالتسمح فيها وفيه نظر، فإنه يرى أن القراءات كلها آحاد ولا متواتر فيها ولذلك تراه يطلق عنان القول في تخطئة بعض القراء السبعة في بعض الأماكن ولا يبالي بما يقول لظنه أن القراءة بالرأي لا بالرواية الصحيحة المتصلة بالنبي فالاعتذار له بما ذكره المصنف غير ظاهر وأقول بل الاعتذار له بما ذكره المصنف ظاهر؛ لأن الزمخشري وإن كان يرى أن القراءات كلها آحاد لكن لما كانت الأولى قراءة الجماعة لم يتسمح فيها لقوتها بسبب كثرة القارئ بها وكانت الثانية قراءة البعض تسمح فيها لقلة القارئ بها اهـ. شمني قوله: (ويجوز أن يتصل الخ) أي: بأن يجعل قوله ولا تظلمون دليل الجواب وقوله: يدرككم مستأنف أي: أينما تكونوا لا تظلموا فتيلا.

  قوله: (وقد مضى رده) أي: بأن جواب الشرط لا يحذف إذا كان فعل الشرط مضارعاً بل ماضياً. قوله: (ان الله خبراً الخ) أي: والمعنى الحمد حالة كونه الله كائن باسمه تعالى. قوله: (قول بعضهم إن أصل بسم الخ) هذا المثال لا ينبغي أن يذكر في هذا الباب؛ لأنه موضوع لذكر الأمور التي يدخل على المعرب الخلل من جهتها والنظر في ذلك ليس من الإعراب في شيء وقد ذكر المصنف في ديباجة الكتاب أنه يجتنب ذكر ما لا تعلق له بالإعراب فكان حقه أن يتجنب ذلك في كتابه رأساً ا. دماميني. قوله: (لئلا يتوالى كسرات) راجع لقوله اسم وقوله أو لئلا الخ راجع لقول اسم. قوله: (لئلا يخرجوا من كسر الخ) وهو أثقل من توالي كسرات. قوله: (إنه وصل بنية الوقف) أي: فالميم ساكنة للموقف ولم يوقف عليها بل وصلها مع نية الوقف عليها مع سكوبها باللام الساكنة من الحمد وحذفت الألف من الحمد لأنها همزة وصل تحذف عند الوصل فالتقى ساكنان