حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 239 - الجزء 3

  مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}⁣[آل عمران: ١٤٦] قيل: وإذا قُرئ بتشديد «قتل» لزم ارتفاع «ربّيون» بالفعل، يعني لأن التكثير لا ينصرفُ إلى الواحد، وليس بشيء؛ لأن «النبي» هنا متعدد لا واحد، بدليل «كأين»، وإنما أُفرد الضمير بحسب لفظها.

  مسألة - «زَيْدٌ نِعْم الرجُلُ» يتعيَّن في «زيد» الابتداء؛ و «نِعْمَ الرَّجُلُ زيد» قيل: كذلك؛ وعليهما فالرَّابط العموم، أو إعادة المبتدأ بمعناه على الخلاف في الألف واللام أللجنس هي أم للعهد؛ وقيل: يجوز أن يكون خبراً لمحذوف وجوباً، أي: الممدوح زيد. وقال ابن عصفور: يجوز فيه وجه ثالث وهو أن يكون حذف خبره وجوباً، أي: زيد الممدوح ورُدَّ بأنه لم يَسُدَّ شيءٌ مَسَدَّه.

  مسألة - «حبَّذا زيد» يحتمل - على القول بأن «حَبَّ» فعل و «ذا» فاعل - أن يكون مبتدأ مخبراً عنه بـ «حبَّذا»، والرابط الإشارة وأن يكون خبراً لمحذوف؛ ويجوز على


  الثلاثة. قوله: (وكأين الخ) كأين مبتدأ ومن نبي تمييز له وقوله: قتل نائب الفاعل ضمير نبي وربيون نائب فاعل الظرف الواقع حالاً من نائب الفاعل، أو أن ربيون نائب فاعل قتل أو أنه مبتدأ والظرف خبر والجملة حال قوله: (قيل وإذا قرئ) أي: فما سبق من الأوجه الثلاثة إذا قرئ بتخفيف التاء قوله: (لزم ارتفاع ربيون بالفعل) أي: على أنه نائب فاعل قتل. قوله: (لأن التكثير الخ) علة لمحذوف أي: لا بالظرف ولا بالابتداء ونائب الفاعل لأن الخ. قوله (بدليل كأين) أي: لأن كأين يدل على الكثرة كما هو الغالب فيها شمني. قوله: (وإنما أفرد الضمير) أي: في معه العائد على نبي وقوله: بحسب لفظها أي: لفظ كائن الأولى مراعاة للفظه. قوله: (يتعين) أي: عند تقديم المخصوص وقوله: الابتداء أي والجملة بعده خبر وقوله ونعم الرجل زيداً أي: إذا أخر المخصوص. قوله: (قيل كذلك) أي: يتعين جعل المخصوص المؤخر مبتدأ والجملة قبله خبر. قوله: (وقيل يجوز أيضاً) أي: في المخصوص إذا تأخر. قوله: (ورد بأنه لم يسد الخ) لم يورد هذا على هذا ما قبله؛ لأنه إنما يعرف في الجزء المتمم الفائدة لا في المبتدأ وهذا أخير مما قاله الشمني فإنه قال قوله وقيل: يجوز أيضاً أن يكون خبر المحذوف وجوباً الخ إن قيل يرد على هذا ما سيورده المصنف على ابن عصفور من أن شرط المحذوف وجوباً أن يسد شيء مسده أجيب بأن هذا شرط في المحذوف قياساً وحذف المبتدأ وجوباً ليس قياساً، ولو سلم ففعل المدح مع فاعله ساد مسده اهـ كلامه. قوله: (لم يسد الخ) أي: والخبر المحذوف وجوباً بدلاً أن يسد مسده شيء. قوله: (على القول) أي: المشهور. قوله: وذا) (فاعل) أي: لازم الإفراد والتذكير؛ لأنه كالمثل فاندفع ما يقال لو كان فاعلاً لم يفرد ولم يذكر في الأحوال كلها نحو حبذا زيد والزيدان والزيدون وحبذا هند والهندان والهندات. قوله: (وأن يكون خبر المحذوف) أي: الممدوح زيد.