حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة الخامسة:

صفحة 241 - الجزء 3

  «حبذا» كلّه فعل فـ «زيد» فاعل، وهذا أضعف ما قيل لجواز حذف المخصوص، كقوله [من الطويل]:

  ٧٩٧ - ألا حَبَّذَا لَوْلاَ الْحَيَاءُ - ورُبَّمَا ... مَنَحْتُ الْهَوَى مَا لَيْسَ بِالْمُتَقَارِبِ

  والفاعل لا يُحذف.

  مسألة - يجوز في نحو {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}⁣[يوسف: ١٨، ٨٣] ابتدائية كل منهما وخبرية الآخر، أي شأني صبر جميل أو صبر جميل، أو صبر جميل أمْثَلُ من غيره.


  البيت. قوله: (كل منهما) أي: من ركني الإسناد وليس المراد كلا من صبر وجميل إذ لا يصح إذ هما صفة وموصوف والدليل على عود الضمير لما قلنا إن الصبر الجميل لما كان شيئاً واحداً أحد وهو ركني الإسناد فلا بد من شيء آخر فالمقام دال عليه.

  قوله: (كل منهما) أي: من ركني الإسناد المذكور والمحذوف ولا ضرر في الإجمال بين معنيين كل منهما كاف في المقام دفعي وسيأتي في الخاتمة بيان الأولى منهما. قوله: (شأني صبر جميل) شأني مبتدأ وصبر خبر وقوله، أو صبر مبتدأ أو قوله: أمثل خبر.


٧٩٧ - التخريج: البيت لمرار (أو لمرداس) بن هماس في (الدرر ٥/ ٢٢٣؛ وشرح شواهد المغنى ص ٨٩٨؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٢٤؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٨٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٨٩).

المعنى: ليتني أستطيع ذكر الحبيبة، فحيائي يمنعني من ذلك، وقد أكون منحت حبي مَنْ لا يقربه مني.