مسألة
  مسألة - {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ}[الأنعام: ١٣٢] تحتمل «ما» الحجازية والتميمية؛ وأوْجَبَ الفارسي والزمخشري الحجازية ظنّاً أن المقتضي لزيادة الباء نصب الخبر، وإنما المقتضي نفيه؛ لامتناع الباء في «كان زيد قائماً» وجوازها في [من الطويل]:
  ٧٩٨ - [وَإِنْ مُدتِ الأَيْدِي إِلى الزَّادِ] لَمْ أَكُن ... بِأَعْجَلِهِمْ [إِذ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ]
  وفي «ما إن زَيْد بقائم».
  ***
  مسألة - «لا رَجُل ولا امرأة في الدَّارِ» إن رفعت الاسمين فهما مبتدآن على الأرجح، أو اسمان لـ «لا» الحجازية؛ فإن قلت: «لا زَيْد وَلا عَمْرو في الدار» تعيَّن الأول؛ لأن «لا» إنما تعمل في النكرات؛ فإن قلت «لا رجل في الدار» تعين الثاني، لأن «لا» إذا لم تتكرّر يجب أن تعمل؛ ونحو: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}[البقرة: ١٩٧] إن فَتَحْتَ الثلاثة فالظرف للجميع عند سيبويه، ولواحد عند غيره؛
  قوله: (وأوجب الفارسي الخ) عبارة الزمخشري في المفصل ودخول الباء في الخبر نحو قولك ما زيد بمنطلق إنما يصح على لغة أهل الحجاز لأنك لا تقول زيد بمنطلق اهـ وحينئذ، فاندفع ما يقال الظاهر أنهما إنما أوجبا ذلك في القرآن؛ لأنه لم تقع فيه ما إلا حجازية فيحمل وما ربك بغافل على المتيقن وحكم المصنف عليهما إنما فعلا ذلك لظنهما أن المقتضي لزيادة الباء نصب الخبر مجرد سوء ظن بهما بغير تثبت. قوله: (ظناً أن المقتضي لزيادة الباء ونصب الخبر) أي: ولا ينصب الخبر بعد ما إلا إذا كانت حجازية.
  قوله: (إنما يقتضي نفيه) أي: ونفيه كما يتحقق بعد الحجازية يتحقق بعد التميمية. قوله: (لامتناع الباء الخ) أي: لعدم نفي الخبر. قوله: (وفي ما إن زيد بقائم) أي: فإن الخبر منفي وغير منصوب لبطلان عمل ما. قوله: (على الأرجح) أي: ولا غير عاملة. قوله: (للا الحجازية) أي: وهي التي لنفي الوحدة وهي العاملة عمل ليس.
  قوله: (عند سيبويه) أي: لأنه يرى أن لا المركبة مع الاسم لا عمل لها في الخبر وإنما هو مرفوع بما كان مرفوعاً به قبل دخولها وهي مع مدخولها في حمل رفع بالابتداء
٧٩٨ - التخريج: البيت للشنفرى في (ديوانه ٥٩؛ وتخليص الشواهد ص ٢٨٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٤٠؛ والدرر ٢/ ١٢٤؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٩٩؛ والمقاصد النحوية، ٢/ ١١٧، ٤/ ٥١؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ١٢٤؛ وأوضح المسالك ١/ ٢٩٥؛ والجنى الداني ص ٥٤؛ وجواهر الأدب ص ٥٤؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٣؛ وشرح ابن عقيل ص ١٥٧؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٧).
اللغة: شرح المفردات الزاد: طعام المسافر. أجشع: أطمع.
المعنى: يفخر الشاعر بقناعته وعدم طمعه في الأكل، لأن نفسه تأبى هذه الدناءة.