· (أم) - على أربعة أوجه:
  موصولة باتفاق؛ وقيل: هي في الجميع حرفُ تعريف، ولو صح ذلك لَمَنَعتْ من إعمال اسْمي الفاعل والمفعول، كما منع فيه التَّصغيرُ والوضفُ؛ وقيل: موصول حَرْفي، وليس بشيءٍ لأنّها لا تُؤَوّل بالمصدر، وربَّما وصلت بظرف، أو بجملة اسمية أو فعلية فعلها مضارع، وذلك دليل على أنها ليست حرف تعريف؛ فالأول كقوله [من الرجز]:
  ٦٥ - مَنْ لاَ يَزَالُ شَاكِراً عَلَى الْمَعَهُ ... فَهْوَ حَرِ بعيشَةٍ ذاتَ سَعَهُ
  لحدوث أصل الحدث. قوله: (وقيل الخ) قائله الأخفش قوله: (هي في الجميع) أي: الأربعة. قوله: (لمنعت الخ) أي: لأن أل المعرفة أبعدت شبههما بالفعل وقربتهما من الاسم. قوله: (لمنعت من أعمال اسمي الفاعل الخ) أي: واللازم باطل إذ لا يمنع من إعمالها تقول جاء الأمير الضارب زيداً والفقير المعطي ديناراً وللقائل بحرفيتها أن يلتزم منع الإعمال مع وجودها، ويجعل انتصاب المفعول في المثالين بفعل مقدر. وقوله: (من أعمال اسمي الفاعل) أي: بمعنى الحال والاستقبال.
  قوله: (كما منع منه) أي: من الأعمال. قوله: (وقيل موصول حرفي) أي: وقيل إنها في الجميع موصول الخ. قوله: (لأنها لا تؤول بالمصدر الخ) أي: كما هو الشأن فيه قد يقال يمكن التأويل لكن على حذف مضاف، أي: جاء ذو الضرب وفيه قاعدة الحرف المصدري لا يحتاج إلى تقدير وأيضاً التقدير خلاف الأصل على أن هذا المعنى يتأتى في غير أل كما في النكرة، نحو جاء ضارب زيداً فتقول جاء صاحب ضرب زيد فحصل المصدر بدون أل فلو كانت آل آية للسبك لما صح هذا التأويل تأمل اهـ. تقرير دردير. قوله: (وربما وصلت) أي: قليلاً. قوله: (على أنها ليست حرف تعريف) أما دخولها على الجملة فالدلالة ظاهرة لأن المعرفة لا تدخل على المفردات، وأما دلالة دخولها على الظرف؛ فلأن المراد به ظرف خاص وهو المضاف كالواقع في الشاهد المذكور فيمتنع حينئذ كونها أداة تعريف لامتناع مجامعتها للمضاف اهـ. دماميني، وقال الشمني: المراد بالظرف التام الذي استقر فيه معنى عامله حتى صار في حكم الجملة أي الذي حصل معه، وإنما يدخل حرف التعريف على الظرف الناقص نحو اليوم. قوله: (فالأول) أي: وهو دخولها على الظرف. قوله: (على المعه) أي: الذي حصل معه. قوله: (فهو حر) بالحاء أي حقيق وجدير.
٦٥ - التخريج: الرجز بلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٠٣؛ وجواهر الأدب ص ٣٢١؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٢؛ والدرر ١/ ٢٧٧؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦١؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٧٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٥.
اللغة: المعه: الذي معه. السعة رغد العيش.
المعنى: يقول: من يشكر الله على ما هو فيه فإنّه يستحق رغد العيش.