حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

مسألة

صفحة 260 - الجزء 3

  (تتقوا) الجزم بالعطف، وهو الراجح، والنصب بإضمار «أن» على حد قوله [من الطويل]:

  ٨٠٤ - وَمَنْ يَقْتَرِبْ مِنَّا وَيَخْضَعَ نُورِهِ ... [وَلا يَخْشَ ظُلْماً مَا أَقَامَ وَلَا هَضْما]


  والمصراع الذي أنشده والتقدير إن يك منك إتيان فإكرام وإن يكن منكم إيمان وتقوى يؤتكم أجوركم ومن يكن منه اقتراب منا وخضوع لنا نؤوه، وإما بعد الشرط والجزاء نحو: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ٢٨٤] على قراءة النصب وإنما جاز النصب في هذه الصور لمشابهة الشرط في الأول والجزاء في الثاني النفي إذ الجزاء شرط وجوده وجود الشرط ووجود الشرط مفرض فكلاهما غير موصوف بالوجود حقيقة فحمل نصب المضارع واقعاً بعد ذلك على نصبه واقعاً في جواب النفي اهـ دماميني قوله: (ونحو وإن تؤمنوا الخ) أشار في الألفية لجواز الوجهين المذكرين بقوله:

  وجزم أو نصب لفعل إثر فا ... أو واو إن بالجملتين اكتنفا

  قوله: (بإضمار أن) أي: تنزيلاً للشرط منزلة النفي.


٨٠٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (أوضح المسالك ٤/ ٢١٤؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩١؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٥١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٤٠١؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٣٦١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٤).

اللغة والمعنى: يقترب: يدنو أو يجاور. يخضع: يأتمر بأوامرنا. نؤوه: نحميه، أو ننزله عندنا. يخشى: يخاف. هضماً: غصباً، أو ظلماً.

يقول: من ينزل في جوارنا، ويخضع لأوامرنا نحفظ حقوقه، ونحميه من كل عدوان.