حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أم) - على أربعة أوجه:

صفحة 137 - الجزء 1

  والثاني كقوله [من الوافر]:

  ٦٦ - مِنَ الْقَوْمِ الرَّسُولُ اللَّهِ مِنْهُمْ ... لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بَنِي مَعَدْ

  والثالث كقوله [من الطويل]:

  ٦٧ - [يَقُولُ الْخَنى وَأَبْغَضُ الْعُجم نَاطِقاً ... إِلَى رَبِّنَا] صَوْتُ الْحِمَارِ الْيُجَدِّع


  قوله: (والثاني) أي: وهو دخولها على الجملة الإسمية. قوله: (الرسول الله منهم) أي: الذين رسول الله منهم ولا يقال يحتمل كون أل هذه زائدة فتكون الجملة في محل جر صفة للقوم؛ لأن أل فيه جنسية فمدخولها نكرة في المعنى أو في محل نصب على الحال نظراً إلى صورة التعريف لأنا نقول القوم الذين رسول الله منهم معينون معهودون فالظاهر فيه إرادة العهد والأصل عدم الزيادة، فالظاهر أنها موصولة اهـ. دماميني. قوله: (والثالث) وهو دخولها على الفعلية ذات المضارع قوله: (صوت الحمار) هو قطعة من بيت وأوله:

  يقول الخنى وأبغض العجم ناطقاً ... إلى ربنا صوت ال ار اليجدع

  وصوت خبر المبتدأ وهو أبغض العجم والخني اللفظ القبيح وهو مفعول يقول وفاعله ضمير يعود على ابن ديسق المذكور في البيت قبله وهو: أتاني كلام التغلبي بن ديسق الخ واليجدع بالدال المهملة من قولك جدعته أي سجنته وحبسته إذ الحمار كلما حبس كثر تصويته شبه صوته إذ يقول الخنى في بشاعته بصوت الحمار اهـ. دماميني.


٦٦ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٢٠١؛ وجواهر الأدب ص ٣١٩؛ والدرر ١/ ٢٧٦؛ ورصف المباني ص ٧٥؛ وشرح الأشموني ١/ ٧٦؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦١؛ واللامات ص ٥٤؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٥، ٤٧٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٥).

اللغة: دانت: خضعت ذلّت.

٦٧ - التخريج: البيت لذي الخرق الطهوي في تخليص الشواهد ص ١٥٤؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٢ ٥/ ٤٨٢؛ والدرر ١/ ٢٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٢؛ ولسان العرب ٨/ ٤١ (جدع)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٤٦٧؛ وبلا نسبة في تذكر النحاة ص ٣٧؛ وجواهر الأدب ص ٣٢٠؛ ورصف المباني ص ٧٦؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٦٨؛ وشرح المفصل ٣/ ١٤٤؛ وكتاب اللامات ص ٥٣؛ ولسان العرب ١٢/ ٣٨٦ (عجم)، ١٢/ ٥٦٤ (لوم)؛ ونوادر أبي زيد ص ٦٧؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٥.

اللغة: الخنا الفحش. العجم: جمع أعجم وعجماء وهو من لا ينطق. اليجدع: الذي يجدع، أي: يقطع أنفه أو أذنه أو شفته. اليربوع: دويبة معروفة. النافقاء: جحر لليربوع: الشيخة: رملة بيضاء ببلاد أسد وحنظلة. اليتقصّع: الذي يدخل في القاصعاء وهو حجر آخر لليربوع.

المعنى: يصف رجلاً بأنه يقول الفحش، ثم يذكّر بالآية الكريمة: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ١٩}⁣[لقمان: ١٩] فيقول: إن أبغض أصوات الحيوانات صوت الحمار الذي يقطع أنفه أو أذنه، ثم يخبرنا في بيت تال أن الرجل لشدة نفاقه خبير في استخراج اليرابيع من جحورها المختلفة في الأمكنة المختلفة.