· (أم) - على أربعة أوجه:
  والجميع خاص بالشعر، خلافاً للأخفش وابن مالك في الأخير.
  والثاني: أن تكون حرف تعريف وهي نوعان: عَهْدية، وجنسية، وكل منهما ثلاثة أقسام:
  فالعهدية إما أن يكون مصحوبها معهوداً ذكريّاً، نحو: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}[المزمل: ١٥ - ١٦]، ونحو: {فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}[النور: ٣٥]، ونحو: «اشتريتُ فرساً ثم بعث الفرَسَ»، وعبرة هذه أن يَسُدَّ الضميرُ مَسَدَّهَا مع مصحوبها؛ أو معهوداً ذهنيا، نحو:
  قوله: (في الأخير) أي: دخولها على الفعلية التي فعلها مضارع وأنشد ابن مالك على ذلك أبياتاً أخر وادعى أن ذلك ليس بضرورة إذ يمكن للشاعر أن يقول صوت حمار مجدع، وهذا بناء منه على تفسيره الضرورة بأنه ما لا مندوحة للشاعر عنه وهو رأي يفضي إلى عدم تحقق الضرورة؛ لأن الشعراء قادرون على تغيير التراكيب والإتيان بالأساليب المختلفة وقلما يتحقق تركيب معنى لا مندوحة لهم عنه اهـ. دماميني. قوله: (عهدية وجنسية) ظاهره أنهما قسمان متغايران وجعل بعضهم العهدية من فروع الجنسية لأنها للجنس مجتمعاً في فرد مخصوص. قوله: (أن يكون مصحوبها) أي: الذي دخلت عليه. قوله: (معهوداً) أي: معيناً في الذكر أي حصة من الأفراد معينة في الذكر كانت فرداً واحداً أو أكثر. قوله: (ذكرياً) نسبه للذكر ضد القلبي والمراد ذكرياً حقيقياً بأن تقدم له ذكر صراحة كما في الأمثلة أو ذكريا تقدير وهو المتقدم مصحوبها كناية كما في، وليس الذكر إذ تقدم الذكر كناية في قولها: رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً لأنهم كانوا لا يحررون لخدمة بيت المقدس إلا الذكور، ويسمى الأول بالعهد الخارجي الحقيقي والثاني بالعهد الخارجي التقديري. قوله: (فعصى فرعون الرسول) أي: المعين الذي أرسله إليه المتقدم ذكره. قوله: (فيها) أي: المشكاة بمعنى الطاقة مصباح، وقوله المصباح علم.
  قوله: (وعبرة هذه) أي علامة هذه أي الأمر الذي تعبره وتختبره. قوله: (أن يسد الضمير مسدها مع مصحوبها) ألا ترى إنه يصح أن يقال في المثال الأخير اشتريت فرساً ثم بعته فسد الضمير مسد الفرس، وكذا الكلام في تلك الآيات وقد يورد على ذلك قوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ}[النساء: ١٢٨]، فإن أل في الصلح دخلت على لفظ تقدم ذكره، والضمير سد مسدها مع مصحوبها إذ يقال وهو خير مع أن تلك الأداة ليست عهدية بل للاستغراق ولهذا يستدل بها على خيرية كل صلح بين زوجين أو غيرهما، وجوابه إن المراد بقوله أن يسد الضمير مسدها مع مصحوبها يعني مع عوده للمعنى السابق، وحينئذ فلا ترد أل في هذه الآية لأن الضمير الذي بخلفها أعم من المعنى السابق، نعم إن جعلت أل للعهد الذكرى تحققت العلامة ثم إن المراد بسداد الضمير مسدها من حيث إفادة المعنى المراد، وإن لزمه محذور لفظي لم يعتبر نحو: