· (أم) - على أربعة أوجه:
  {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}[التوبة: ٤٠]، ونحو: {إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}[الفتح: ١٨]، أو معهوداً حُضُوريا، قال ابن عصفور: ولا تقع هذه إلا بعد أسماء الإشارة، نحو: «جَاءَني هذا الرجُلُ»، أو «أي» في النداء، نحو: «يا أَيُّهَا الرَّجُلُ»، أو «إذا» الفُجَائِيَة، نحو: «خَرَجْتُ فَإِذَا الأَسَدُ»، أو في اسم الزمان الحاضر، نحو «الآن» انتهى؛ وفيه نظر؛ لأنك تقول لشاتم رجل بحَضْرَتك: «لا تَشْتُمِ الرَّجُلَ»، فهذه للحضور في غير ما ذكر، ولأن التي بعد «إذا» ليست لتعريف شيء حاضر حالة التكلم، فلا تُشبه ما الكلام فيه، ولأن الصحيح في الداخلة على «الآن» أنها زائدة؛ لأنها لازمة، ولا يعرف أن التي للتعريف وردَتْ لازمة، بخلاف الزائدة، والمثالُ الجيد للمسألة قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣].
  والجنسية إما لاستغراق الأفراد، وهي التي تَخْلُفُهَا «كُلّ» حقيقة، نحو: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ٢٨}[النساء: ٢٨]، ونحو: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}[العصر: ٢ - ٣]،
  {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}[آل عمران: ٣٦] فإنه قيل وليس الذكر كهي صح المعنى، وإن لزمه شد وجر الكاف للضمير وقد يتخلص منه بإبدال الكاف بمرادفها وهو لفظ مثل. قوله: (أو معهوداً) أي: وهي التي مدخولها معلوم لكل من المتكلم والمخاطب ولم يتقدم له ذكر وليس حاضراً عن التكلم اهـ. دماميني. قوله: (أو معهوداً ذهنياً الخ) جعل هذا علماء المعاني عهداً خارجاً علمياً والذهني ما أريد به غير معين نحو وأخاف أن يأكله الذئب قوله: (أو معهوداً حضورياً) بأن كان مدخولها يعرفه المتكلم والمخاطب وهو حاضر عند المتكلم. قوله: (وفيه) أي: الحصر الذي قاله ابن عصفور نظر أي لأنه غير جامع وغير مانع قوله: (ليست لتعريف شيء حاضر حالة التلكم) أي: وإنما هي لتعريف شيء كان موجوداً قبل التكلم.
  قوله (فلا تشبه ما الكلام فيه) وهو ما كانت لتعريف شيء حاضر عند المتكلم، وأجاب ابن الصائغ بأن الحضور محكي وحاصل الحكاية جعل الماضي بمنزله الحاضر ولا شك أنه إذا جعل الماضي بمنزلة الحاضر صار الحضور حال التكلم حكماً. قوله: (إنها زائدة) أي: لا تفيد تعريفاً وقوله لازمة أي مقارنة للوضع قوله: (ولا يعرف) أي: قول يعتد به وإلا فالذي والتي وما في أدوات الموصول هناك قول بأنها معرفة بالأداة مع إنها لازمة. قوله: (بخلاف الزائدة) أي: التي لا تفيد التعريف فإنها وردت لازمة وغير لازمة. قوله: (اليوم) أي: الزمن الحاضر وقت نزول هذه الألفاظ الحادثة. قوله: (إما لاستغراق الإفراد) أي: استغراقاً حقيقياً أو عرفياً نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة مملكته أو بلده، فإن كلا تخلفها حقيقة عرفية، وإن كان مجازاً لغوياً من حيث أنه قصر للعام على بعض أفراده. قوله: (وخلق الإنسان) أي: كل إنسان ضعيفاً قوله: (إلا الذين آمنوا) صحة