النوع الرابع
  ظروف، وإنما يكون ظرفاً مكانيّاً ما كَانَ مُبْهَماً، ويعرف بكونه صالحاً لكل بقعة كـ «مكان» و «ناحية»، و «جهة»، و «جانب» و «أمام»، و «خَلْف».
  والصواب أن هذه المواضعَ على إسقاط الجاز توسعاً، والجار المقدر «إلى» في {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى ٢١}[طه: ٢١] و «في» في البيت، و «في» أو «إلى» في الباقي؛ ويحتمل أن {اسْتَبِقُوا} ضُمِّنَ معنى «تبادروا»، وقد أجيز الوجهان في {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}[البقرة: ١٤٨، المائدة: ٤٨] ويحتمل {سِيرَتَهَا} أن يكون بدلاً من ضمير المفعول بدل اشتمال، أي: سنعيدها طريقتها.
  ومن ذلك قول الزجاج في {وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}[التوبة: ٥] إِن «كُلَّ» ظرف، وردّه أبو علي في «الأغفال» بما ذكرنا؛ وأجاب أبو حيان بأن {اقْعُدُوا} ليس
  البلد وسكنتم في مساكن الذين ظلموا ونزلت في الخان وكون مصدر دخلت هو الدخول والفعول في مصادر اللازم أغلب وكون دخلت ضد خرجت وهو لازم اتفاقاً يرجحان كونه لازماً اهـ شمني.
  قوله: (ان هذه المنصوبات ظروف) أي: مضمنة معنى في قوله: (ويعرف) أي: المكان المبهم قوله: (والصواب الخ) أي: وهو مذهب ابن مالك وهذا بناء على أن الفعل فيها لازم، وقوله والصواب الخ وقيل إن الدار والمسجد مفعول بناءً على أنه متعد. قوله: (والصواب أن هذه المواضع على إسقاط الجار توسعاً) قال الدماميني: ومذهب ابن مالك ولا يخفى أن التخريج على ذلك ليس بأولى من تخريج الجماعة فإن من يرى هذه المنصوبات منصوبة على الظرفية يلزمه مخالفة الاستعمال في نصب غير المبهم من المكان على الظرفية وما استصوبه المصنف من التخريج على نزع الخافض توسعاً ليس بمقيس، فما الذي اقتضى كون هذا صواباً دون قولهم اهـ قال الشمني: يمكن أن يكون الذي اقتضى كون هذا صواباً كثرة وجود النصب على إسقاط الجار توسعاً في كلامهم دون نصب غير المبهم من المكان على الظرفية. قوله: (في الباقي) أي: فالمعنى دخلت إلى الدار أي انتهى الدخول إليها أو دخلت فيها وهذا هو المتبادر واستبقوا في الصراط أي المرور عليه واستبقوا إلى الصراط إلى المرور عليه قوله: (تبادروا) أي: وهو متعد بنفسه ويتبادر مضارع والماضي تبادر وأمره تبادر لا أن ماضيه بادر لأنه يتعدى بإلى قوله: (الوجهان) أي: النصب على نزع الخافض والتضمين.
  قوله: (سنعيدها طريقتها) أي: فالمعنى سنعيد طريقتها قوله: (ان كلا) أي: في كل مرصد قوله: (في الإغفال) اسم كتاب وضعه الفاسي فيما أغفله الزجاج. قوله: (بما ذكرنا) أي: من أن ظرف المكان لا بد أن يكون مبهماً وكل مرصد مختص إذ محل الإرصاد مختص. قوله: (بأن اقعدوا الخ) حاصله أنه من جملة الظرف الملاقي لعامله في