النوع الخامس: اشتراطهم الإضمار في بعض المعمولات، والإظهار في بعض
  ٨١٣ - إِنَّكَ لَوْ دَعَوْتَني وَدُونِي ... [زَوْرَاءُ ذَاتُ مُتْرَعِ بَيُونِ لَقُلْتُ لَبَّيْهِ لَمِنْ يَدْعُونِي]
  كما شذت إضافتها إلى الظاهر في قوله [من المتقارب]:
  ٨١٤ - [دَعَوْتُ لِمَا نَابَنِي مِسْوراً] ... فَلَبَّى فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
  ومن ذلك مرفوع خبر «كاد» وأخواتها إلا «عسى»؛ فتقول: «كاد زَيْدٌ يَمُوتُ»، ولا تقول: يَمُوتُ أبوه؛ ويجوز «عَسَى زَيْدٌ أنْ يَقُومَ أَبُوه» فيرفع السببي، ولا يجوز
  وحينئذ فإذا ساكنة لا مفتوحة كما هو الواقع في نسخ هذا الكتاب. قوله: (لقلت لبيه الخ) قبله:
  إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات متسرع بيون
  الزوراء الأرض البعيدة وقوله مترع أي ممتلئة بالماء، وقوله بيوني بفتح الباء أي بعيدة متسعة. قوله: (فلبي يدي) أي: فلبى مضاف ويدي مضاف إليه، وأما لبى الأول فهو فعل ماض لا شاهد فيه وصدر البيت:
  دعوت لما نابني مسوراً
  ومعنى البيت دعوت مسوراً ينصرني لأجل ما نابني من الشدائد فأجابني ولباني أجاب الله دعاءه ونصره كما نصرتني. قوله: (ومن ذلك) أي: الأول. قوله: (مرفوع خبر كاد وأخواتها) أي: فلا يكون إلا ضميراً عائداً على اسمها. قوله: (إلا عسى) أي: فإن
٨١٣ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (خزانة الأدب ٢/ ٩٣؛ والدرر ٣/ ٦٨؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٤٦؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٣؛ وشرح التصريح ٢/ ٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٠؛ وشرح ابن عقيل ٣٨٣؛ ولسان العرب ١/ ٧٣١ (لبب)، ١٣/ ٦٤ (بين)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٨٣؛ وهمع الهوامع ١/ ١٩٠).
شرح المفردات الزوراء: الأرض البعيدة المترع الممتد. البيون: البئر العميقة.
المعنى: يقول: إنك إذا دعوتني وكان بيني وبينك فلوات شاسعة مترامية الأطراف، وبئر عميقة لتجاوزتها جميعاً، ولبيت دعوتك.
٨١٤ - التخريج: البيت لرجل من بني أسد في (الدرر ٣/ ٦٨؛ وشرح التصريح ٢/ ٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٠؛ ولسان العرب ٥/ ٢٣٩ (لبى)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٣٨١؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٢/ ٩٢، ٩٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٤٧؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٧٩؛ وشرح الأشموني ٢/ ٣١٢؛ وشرح ابن عقيل ص ٣٨٣، ٣٨٥؛ والكتاب ١/ ٣٥٢؛ ولسان العرب ١/ ٧٣١ (لبب)، ٤/ ٣٨٨ (سور)؛ والمحتسب ١/ ٧٨، ٢/ ٢٣؛ وهمع الهوامع ١/ ١٩٠).
شرح المفردات نابني: أصابني مسور: اسم رجل لبي: أجاب. لبي يدي مسور: أي دعاء لمسور بأن يجاب دعاؤه كلّما دعا إجابة بعد إجابة.
المعنى: يقول: لما نكبني الدهر دعوت مسوراً، فلبّى دعائي، فدعا له بالتوفيق ودوام النعمة.