حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الجهة السادسة

صفحة 316 - الجزء 3

  ٨٢٩ - [فإنَّكَ لا الي بَعْدَ حَوْلٍ] ... أَظَبْي كَانَ أَمَّكَ أَمْ حِمارُ

  إن «ظبي» اسم «كان»، والصواب أن «وصال» فاعل «يدوم» محذوفاً مدلولاً عليه بالمذكور، وأن «ظبي» اسم لـ «كان» محذوفة مفسرة بـ «كان» المذكورة، أو مبتدأ، والأول أولى، لأن همزة الاستفهام بالجمل الفعلية أولى منها بالاسمية، وعليهما فاسم «كان» ضمير راجع إليه؛ وقول سيبويه: «إنه أخبر عن النكرة بالمعرفة» واضح على الأول، لأن «ظبياً» المذكور اسم «كان»، وخبره «أمَّكَ»، وأما على الثاني فخبر «ظبي» إنما هو الجملة، والجمل نكرات، ولكن يكون محل الاستشهاد قوله: «كان أمك»،


  قوله: (والصواب التي) أي: لأن الفاعل وكذا مشبهه لا يتقدم على عامله ولا يجوز أن يكون وصال مبتدأ وجملة يدوم خبر؛ لأن قل المكفوفة بما الزائدة لا تدخل إلا على الجمل الفعلية كما مر. قوله: (والصواب أن وصال فاعل بيدوم الخ) قد يقال إنه لا وهم فيه على مذهب سيبويه فإنه يرى تقديم الفاعل لضرورة الشعر. قوله: (وإن ظني اسم لكان محذوفة) أي: وأمك خبر لكان محذوفة المحذوفة أو المذكورة وحذف مثله من الآخر. قوله: (وعليهما) أي: وعلى أن ظبي اسم كان محذفة أو مبتدأ قوله: (راجع إليه) أي إلى الظبي. قوله: (وقول سيبويه) أي: في هذا البيت أي قال ذلك لبيان الواقع.

  قوله: (وأما على الثاني) أي: جعل ظبي مبتدأ قوله: (والجمل نكرات) أي: فقد أخبر بالنكرة عن النكرة أي فكلام سيبويه لا يتجه على الإعراب الثاني. قوله: (والجمل نكرات) يعني في حكم النكرات من حيث أنه يصح تأويل الجملة بالنكرة كما يقول في قام رجل ذهب أبوه أو أبوه ذاهب قام رجل ذاهب أبوه، وكذا تقول في مررت برجل أبوه زيد إنه بمعنى مررت برجل كائن أبوه زيد وبهذا اندفع ما يقال إن التعريف والتنكير من عوارض الاسم والجملة من حيث هي جملة ليست اسماً، وحينئذ فلا يتم قول المصنف والجمل نكرات قوله (ولكن الخ) إشارة إلى الجواب عن اتجاهه على الإعراب الثاني وكأنه قال لكن يجاب عى هذا الإعراب عن سيبويه بأنه يمكن أن يكون كلام سيبويه في قوله كأن أمك ولكن كلام ذلك بناءً على القول الضعيف الذي له ان ضمير النكرة نكرة.


٨٢٩ - التخريج: البيت لخداش بن زهير في (تخليص الشواهد ص ٢٧٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٨؛ والكتاب ١/ ٤٨؛ والمقتضب ٤/ ٩٤؛ ولثروان بن فزارة في حماسة البحتري ص ٢١٠؛ وخزانة الأدب ٧/ ١٩٢، ١٩٤؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢٧؛ ولثروان أو لخداش في خزانة الأدب ٩/ ٢٨٣، ٢٨٩، ٢٩١ - ٢٩٤؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٤٧٢، ١١/ ١٦٠؛ وشرح المفصل ٧/ ٩٤).

اللغة: الظبي: الغزال الحول: العام.

المعنى: لا تبالي بعد قيامك بنفسك، واستغنائك عن أبويك من انتسبت إليه من شريف أو وضيع.