حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (أم) - على أربعة أوجه:

صفحة 143 - الجزء 1

  و «عباس» و «ضَحَّاك»، فتقول فيها: «الْحَارِثُ»، و «الْعَبَّاس»، و «الضَّحَّاك»، ويتوقف هذا النوع على السماع، ألا ترى أنه لا يقال مثل ذلك في نحو «محمد» و «معروف» و «أحمد»؟

  والثانية نوعان: واقعة في الشعر، وواقعة في شذوذ من النثر.

  فالأولى كالداخلة على «يَزِيدَ» وَ «عَمْرو» في قوله [من الرجز]:

  ٦٨ - بَاعَدَ أُمَّ الْعَمْرِو مِنْ أَسِيرهَا ... حُرَّاسُ أَبْوَابٍ عَلَى قُصُورها

  وفي قوله [من الطويل]:

  ٦٩ - رَأَيْتُ الْوَلِيدَ بْنَ الْيَزِيدِ مُبَارَكاً ... شَدِيداً بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ كَاهِلُهُ


  قوله: (في نحو محمد الخ) أي: وإن كانت منقولة مما يصلح لدخول أل والحال إنه مجرد منها ويصح لمح الأصل فيها لا يقال إن أحمد منقول من المضارع الخالي من الضمير فلا يصلح للأداة فلا يصح التمثيل به، قلت لا نسلم أنه منقول من الفعل بل من اسم التفضيل وهو أكثر حامد به من سائر الحامدين، واسم التفضيل صالح لأل. قوله: (والثانية) أي: غير كثيرة الوقوع في الفصيح قوله: (يزيد) أي: فهو منقول من المضارع أدخلت عليه أل ضرورة. قوله: (بإعدام العمرو الخ) أي: فعمرو ليس منقولاً من شيء


٦٨ - التخريج: الرجز لأبي النجم في (شرح المفصل ١/ ٤٤؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ١٨٩؛ والجنى الداني ص ١٩٨؛ والدرر ١/ ٢٤٧ ورصف المباني ص ٧٧؛ وسرّ صناعة الإعراب ١٩٨١/ ٣٦٦ وشرح شواهد المغني، ١/ ١٧، ١٦٣؛ وشرح شواهد الشافية ص ٥٠٦؛ وشرح المفصل ١/ ١٣٢، ٦٠/ ٦، ولسان العرب ٥/ ٢٧٢ (وبر)؛ والمقتضب ٤/ ٤٩؛ والمنصف ٣/ ١٤٣؛ وهمع الهوامع ١/ ٨٠).

المعنى: لقد أبعد حراس القصر عن أمّ عمرو أسير هواها، وغلقوا الأبواب دون محبّها.

٦٩ - التخريج: البيت لابن ميادة في (ديوانه ص ١٩٢؛ وخزانة الأدب ٢/ ٢٢٦؛ والدرر ١/ ٨٧؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٤٥١؛ وشرح شواهد الشافية ص ١٢؛ وشرح شواهد المغني ١/ ١٦٤؛ ولسان العرب ٣/ ٣٠٠ (زيد)؛ والمقاصد النحوية ١/ ٢١٨، ٥٠٩؛ ولجرير في لسان العرب ٨/ ٣٩٣ (وسع)، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٣٢٢؛ والأشباه والنظائر ١/ ٢٣، ٨/ ٣٠٦، والإنصاف ١/ ٣١٧؛ وأوضح المسالك ١/ ٧٣؛ وخزانة الأدب ٧/ ٢٤٧، ٩/ ٤٤٢؛ وشرح الأشموني ١/ ٨٥؛ وشرح التصريح ١/ ١٥٣؛ وشرح شافية ابن الحاجب ١/ ٣٦؛ وهمع الهوامع ١/ ٢٤).

اللغة وشرح المفردات: الوليد بن يزيد هو الخليفة الأموي الحادي عشر، خلف عمه هشام بن عبد الملك، وكان يجيد قول الشعر، ويحب شرب الخمرة. الأعباء: ج العبء، وهو الحمل الثقيل.

الكاهل: ما بين الكتفين.

المعنى: يقول: إنه رأى الوليد بن يزيد منعماً وميمون الطائر، وقادراً على تحمّل أعباء الخلافة.