الثالث: قول بعضهم
  الثالث: قول بعضهم في {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ}[البقرة: ٢]: إن الوقف هنا على {رَيْبَ} ويبتدئ {فِيهِ هُدًى}[البقرة: ٢] ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة {الم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[السجدة: ١، ٢].
  الرابع: قول بعضهم {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ٤٣}[الشورى: ٤٣]: إن الرابط الإشارة، وإن الصابر والغافر جُعِلاً من عَزْم الأمور مبالغة، والصواب أن الإشارة للصبر والغفران، بدليل {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ١٨٦}[آل عمران: ١٨٦] ولم يقل: إنكم.
  الخامس: قولهم في {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ}[القصص: ٦٢]: إن التقدير تَزْعُمُونهم شركاء، والأولى أن يقدر: تَزعمون أنهم شركاء، بدليل {وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ}[الأنعام: ٩٤] ولأن الغالب على «زعم»
  آية البقرة لجواز الوجهين فيها نعم الأولى الاستئناف للموافقة لا أن ذلك هو الصواب دون غيره كما هو كلامه، وإذا كان هذا أولى فلا أن ينبغي أن يعد هذا من جملة الجهات التي يلحق المعرب الخلل منها، وأجيب بجواب بعيد وحاصله أن المراد بالصواب ما يشمل الأولى ومراده بالخطأ لفظ منه وكان له في موضع محمل واحد وفي آخر ذلك المحمل وغيره حمل في الآخر على ذلك المحمل دون غيره، ومن ثم ترى المهرة من شارحي المختصرات التي لها مطولات لا يعدلون عن حلها بما في مطولاتها، وإن احتملت غير ما في المطولات احتمالاً ظاهراً اهـ كلامه. قوله: (ويدل على خلاف ذلك قوله تعالى في سورة السجدة) أي: فإن فيه فيها متعلقة بريب وحينئذ فليكن هنا كذلك لأجل التوافق. قوله: (ويبتدأ فيه هدى) أي: والمعنى ذلك الكتاب لا شك ثم قال فيه هدى وهذا معنى صحيح. قوله: (ان الرابط الإشارة) أي: لأن الجملة خبر من قوله: (مبالغة) أي: لأنه لا يصح الإخبار عن الصابر والغافر بكونه من الأمور الشديدة قوله: (والصواب أن الإشارة للصبر والغفران) قد يشكل جعل الإشارة راجعة للغفران والصبر بأنه يلزم عليه عدم الارتباط يؤول الأمر إلى قولك ولمن صبر وغفران الصبر والغفران لمن عزم الأمور وجوابه الإشارة وقعت للصبر والغفران المضاف كل منهما إلى ضمير من فكأنه قال إن صبره وغفرانه فحصل الربط بهذا الاعتبار، وأما الآية الثانية فيتعين أن تكون الإشارة فيها راجعة للصبر والتقوى لا إلى الصابر والمتقي لأنهما مخاطبان والمخاطب لا يشار إليه من حيث أنه مخاطب فلو أريد خطاب الفريقين لقيل إنكم اهـ دماميني. قوله: (إن التقدير تزعمونهم) أي: فأين خبر مقدم وشركائي مبتدأ مؤخر والذين بدل وكنتم تزعمون صلة والعائد محذوف أي تزعمونهم وكذلك المفعول الثاني محذوف قوله: (بدليل وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم الخ) أي: والأولى التناسب.