الجهة العاشرة: أن يخرج على خلاف الأصل، أو على خلاف الظاهر، لغير مقتض
  ٨٤٨ - إِنْ تَسْتَغِيثُوا بِنَا تُذْعَرُوا تَجِدُوا ... منا مَعاقِلَ عِزّ زانها كَرمُ
  وقول ابن دريد [من الرجز]:
  ٨٤٩ - فإن عثرتُ بَعْدَها إن وأَلَتْ ... نَفْسِيَ مِنْ هَاتَا فَقُولا لا لَعَا
  إذ الآية الكريمة لم يذكر فيها جواب، وإنما تقدم على الشرطين ما هو جواب في المعنى للشرط الأول؛ فينبغي أن يُقَدَّر إلى جانبه، ويكون الأصل: إن أردت أن أنْصَحَ لكم فلا ينفعكم نصحي إن كان الله يريد أن يغويكم؛ وأما أن يقدَّرَ الجواب بعدهما ثم يقدر بعد ذلك مقدّماً إلى جانب الشرط الأوَّلِ فلا وَجْهَ له، والله أعلم.
  قوله: (إن تستغيثوا الخ) الإغاثة طلب الإعانة والمعاقل جمع معقل بفتح الميم وكسر القاف الملجأ وزانها زينها من الزين خلاف الشين قوله: (أن تذعروا) بضم التاء وفتح العين مبني للمفعول أي تخوفوا وقوله تجدوا هذا هو الجواب قوله: (فإن عثرت) أي: زللت بالتكلم بعدها أي الواقعة وألت نفسي أي طلبت النجاة، وقوله من هاتا أي من هذه القضية وقوله أي لا انتعاش لك يقال للعاثر لعا عليك وهو دعاء له بأن ينتعش أي يرتفع. قوله: (فينبغي أن يقدر إلى جانبه) أي: ويجعل ذلك الشرط وجوابه دليلاً على جواب الثاني. قوله: (وأما أن) تقدير الخ.
٨٤٨ - التخريج البيت بلا نسبة في (الأشباه والنظائر ٧/ ١١٢؛ وخزانة الأدب ١١/ ٣٥٨؛ والدرر ٥/ ٩٠؛ وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٦؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٥٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٥٢؛ وهمع الهوامع ٢/ ٦٣).
اللغة: تستغيثوا: تستنجدوا وتستعينوا الذعر: الخوف الشديد المعقل: الحصن والملجأ.
المعنى: إذا أصابكم خوف ما واستنجدتم بنا وجدتم لدينا الأمان والكرم.
٨٤٩ - التخريج: الرجز لابن دريد في (ديوانه ص ١١٧).
اللغة: عثرت زللت وألت نجت لعا كلمة تقال للعاثر دعاء له بالسلامة.
المعنى: إن نجوت من هذا الأمر، ثم زللت بعده مرة ثانية فقولا لي: لا أنجاك الله لأني لم أتعلم من الدرس الأول.