بيان مقدار المُقَدَّر

  ينبغي تقليله ما أمكن، لتَقِل مخالفة الأصْل.

  ولذلك كان تقدير الأخفش في «ضَرْبِي زَيْداً قائماً»: ضَرْبُه قائماً، أَوْلى من تقدير باقي البصريين: حاصل إذا كانَ - أو إذ كانَ - قائماً، لأنه قدر اثنين وقدروا خمسة، ولأن التقدير من اللفظ أولى.

  وكان تقديره في «أنْتَ مِنّي فرسخان» بُعْدُكَ مني فَرْسخان، أولى من تقدير الفارسي: أنت منّي ذو مسافةِ فرسخين؛ لأنه قدر مضافاً لا يحتاج معه إلى تقدير شيء

  باب مقدار المقدر

  قوله: (لتقل مخالفة الأصل) أي: فالتقدير مخالف للأصل الكثرة مخالفة للأصل. قوله: (كان تقدير الأخفش الخ) فيه أنه يلزمه حذف المصدر وإبقاء بعض معمولاته أعني الحال وهو لا يجوز إذ المصدر بتقدير الحرف المصدري مع الفعل الذي هو صلته والموصول لا يجوز حذفه وبقاء بعض صلته اللهم إلا أن يقال بجوازه إذا دل دليل على ذلك المحذوف كما فعل سيبويه في قوله ما لك وزيداً فإنه قدر أن زيداً معمول للمصدر المحذوف أي ما لك وملابستك زيداً. قوله: (ضربي). هو مصدر مبتدأ وزيداً معمول للمصدر وقائماً حال من الهاء الواقع مفعولاً محذوفاً أي ضربه قائماً أي ضربي لزيد ضربه قائماً أي أضربه حال كون قائماً هذا عند الأخفش. قوله: (أو إذ كان) أي: فعلى هذا قائماً حال من اسم كان التامة. قوله: (أو إذ كان الخ) يريد بتقدير إذا كان إذا أريد المضي وإذا كان إذا أريد المستقبل. قوله: (لأنه قدر اثنين) المصدر ومفعوله. قوله: (وقدروا خمسة) أي: لأن حاصل فيه ضمير وكان فيها ضمير قوله: (من اللفظ) أي: من جنس اللفظ. قوله: (أنت مني الخ) أنت مبتدأ ومني متعلق به لأن الكلام على حذف مضاف وهو بعدك وهو مصدر يكفي في التعلق به وفرسخان خبر ولا بد من تقدير حتى يصح الحمل لأن الخبر نفس المبتدأ فقدر الأخفش أن الأصل بعدك مني فرسخان ففرسخان خبر لبعدي وحذف البعد وانفصل الضمير فقيل أنت قوله: (أنت مني ذو مسافة الخ) أي: فهو قدر في الخبر وبقي المبتدأ على حاله.

  قوله: (لأنه قدر مضافاً) أي: وهو البعد وقوله الظرف وهو مني، وقوله إلى تقدير ثالث أي يتعلق به الظرف وهو مني، فقوله أنت مني ذو مسافة أي أنت كائن مني ذو مسافة فرسخين، فقوله كائن مني خبر أول وذو مسافة خبر ثان قوله: (لأنه قدر مضافاً لا يحتاج الخ) الضمير في لأنه وفي قدر عائد على الأخفش إن قلت قول المصنف قدر مضافاً وهم