بيان مقدار المقدر
  آخر يتعلق به الظرفُ، والفارسي قدر شَيْئين يحتاج معهما إلى تقدير ثالث.
  وضعف قولُ بعضهم في {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}[البقرة: ٩٣] إن التقدير: حب عبادة العجل، والأولى تقدير الحب فقط.
  وضعف قولُ الفارسي ومن وافقه {والَّلاء يَئِسْنَ}[الطلاق: ٤] الآية: إن الأصل: واللاء لم يحضن فعدَّتُهن ثلاثة أشهر، والأولى أن يكون الأصل: واللاء لم يحضن كذلك.
  وكذلك ينبغي أن يقدر في نحو: «زَيْدٌ صَنَعَ بِعَمْرِو جَمِيلاً وَبِخَالِدٍ سُوءاً وَبَكْرٌ» أي كذلك، ولا يقدر عين المذكور، تقليلاً للمحذوف، ولأن الأصل في الخبر الإفراد، ولأنه لو صُرّح بالخبر لم يحسن إعادة ذلك المتقدم لثقل التكرار.
  ولك أن لا تقدر في الآية شيئاً ألبتة؛ وذلك بأن تجعل الموصول معطوفاً على الموصول، فيكون الخبر المذكور لهما معاً؛ وكذا تصنع في نحو: «زَيْد في الدَّارِ وَعَمْرو». ولا يتأتى ذلك في المثال السابق، لأن إفراد فاعل الفعل يأباه؛ نعم، لك أن
  لأنه قدر بعدك ومضاف ومضاف إليه قلت ولا وهم. لأن الأخفش يقول التقدير بعدك ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فانفصل الضمير وارتفع، قال الدماميني أما كون ما قدره الأخفش لا يحتاج معه إلى تقدير شيء آخر يتعلق به الظرف فصحيح لكنه يحتاج معه إلى تقدير شيء آخر يصح معه الإخبار، وذلك لأن فرسخان ليس نفس البعد في المعنى. فلا يصح حمله عليه فيحتاج إلى تقدير مضاف يصح معه الأخير أي مسافة بعدك مني فرسخان، وأجاب الشمني بأن البعد. مصر أريد به هنا محله فصح الإخبار عنه بفرسخين وتعلق مني به لأن الظرف يكفيه رائحة الفعل قوله: (تقدير الحب فقط) أي: لأن الكلام مستقيم عليها ونحن في غنية عن تقدير عبادة، وفيه أن التشنيع عليهم إنما هو من حيث حب عبادته لا من حيث حبه تأمل اهـ تقرير دردير قوله: (وبكر) أي: بكر كذلك أي صنع بعمرو جميلاً بخالد سوءاً. قوله: (ولا يقدر) أي: في الآية والمثال.
  قوله: (لو صرح بالخبر) أي: بأن قيل واللائي لم يحضن فعدتهن ثلاثة أشهر وصنع بعمرو جميلاً وبخالد سوءاً. قوله: (بأن تجعل الموصول) أي: واللائي لم يحضن أي فتجعل العطف عطف مفردات لا جمل كما هو على التقدير، وقوله معطوفاً على الموصول أي اللائي لم يسئن. قوله: (فيكون الخبر المذكور لهما معاً) أي: وإن تقدم على المبتدأ الثاني. قوله: (زيد في الدار وعمرو) أي: فتجعل عمراً عطفاً على زيد وفي الدار خبراً عنهما وإن تقدم. قوله: (في المثال السابق) يعني به زيد صنع بعمرو جميلاً وبخالد سوءاً وبكر قوله: (لأن إفراد فاعل الفعل يأباه) أي: لأنه لو كان صنع خبراً عنهما وكان بكر عطفاً على زيد لقال صنعاً.