حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف المؤكد وبقاء توكيده

صفحة 408 - الجزء 3

  [الهمزة ٥ - ٦] أي: هي نار الله {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ١٠ نَارٌ حَامِيَةٌ}⁣[القارعة: ١٠، ١١]، {مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ٢٧ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ}⁣[الواقعة: ٢٧، ٢٨]، الآيتين، {قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ}⁣[الحج: ٧٢].

  وبعد فاء الجواب، نحو: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا}⁣[فصلت: ٤٦، والجاثية: ١٥] أي: فعمله لنفسه وإساءته عليها، {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٠] أي: فَهُمْ إخوانكم {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}⁣[البقرة: ٢٦٥]، {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}⁣[فصلت: ٤٩]، {فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ}⁣[البقرة: ٢٨٢]، أي: فالشاهد، وقرأ ابن مسعود {إن تُعَذبهم فَعِبَادُكَ}⁣[المائدة: ١١٨].

  وبعد القول، نحو: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}⁣[الفرقان: ٥]، {إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ٥٢}⁣[الذاريات: ٥٢]، {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ}⁣[الكهف: ٢٢] الآيات، {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ}⁣[الأنبياء: ٥].

  وبعد ما الخبرُ صفةٌ له في المعنى، نحو: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ}⁣[التوبة: ١١٢]، ونحو: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ}⁣[البقرة: ١٨، ١٧١].


  بالفتح لأن الحذف ينافي التوكيد قوله: (الآيتين) المراد بالآية الثانية قوله وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم أي هم في صدورهم سموم. قوله: (قل هل أنبئكم بشر من ذلكم) صوابه أفأنبئكم لأنه التلاوة، وقوله من ذلكم النار أي هي النار.

  قوله: (فطل) أي: فالمصيب طل. قوله: (فيؤس) أي: فهو يؤس. قوله: (فإن لم يكونا رجلين) أي: الشهيدان قوله: (أي فالشاهد) أل للجنس الصادق بالشاهدين وهما بمعنى الشهيدين فلا حاجة للاعتراض بأن الأولى أي فالشهيدان قوله: (أي فالشاهد) قال الدماميني: المناسب لقوله واستشهدوا شهيدين من رجالكم أن يكون هذا من حذف الفعل أي فليستشهد رجل وامرأتان من الاستشهاد وقدره الزمخشري فعلاً. الشهادة، فقال من فليشهد رجل وامرأتان وما قدرناه أولى إذ المأمور هم المخاطبون لا الشهداء وعلى تقدير أن يكون المحذوف مبتدأ كما قال المصنف فليقدر فالشهيدان لأن الشهيد هنا بمعنى الشاهد لأن الشاهد المراد به الجنس. قوله: (فعبادك) أي: فهم عبادك. قوله: (إلا قالوا ساحر أو مجنون) أي: هو ساحر أو هو مجنون. قوله: (وقالوا أساطير الأولين) أي: هو أساطير الأولين قال الدماميني ويحتمل أن أساطير الأولين مبتدأ وجملة اكتتبها خبر، وحينئذ فلا حذف أصلاً قوله: (سيقولون ثلاثة) أي: هم ثلاثة قوله: (أضغاث) أي: هو أضغاث قوله: (وبعدما الخبر الخ) أي: وبعد شيء كالمؤمنين والقوم الذين اشتروا الضلالة بالهدى في الآيتين الخبر عنه صفة لذلك الشيء في المعنى ولا شك ان التائبون