حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

حذف التمييز

صفحة 419 - الجزء 3

  ٨٧١ - إِنَّ امْرَأَ رَهْطُه بِالشَّامِ مَنْزِلُهُ ... بِرَمْلِ يَبْرِينَ جَاراً شَدَّ مَا اغْتَرَبَا

  أي: ومنزله برمل بيرين، كذا قالوا، ولك أن تقول: الجملة الثانية صفة ثانية، لا معطوفة؛ وحكى أبو زيد: «أكلْتُ خبزاً لحْماً تَمْراً»، فقيل: على حذف الواو، وقيل: على بدل الإضراب؛ وحكى أبو الحسن «أَعْطِهِ دِرْهَماً دِرْهَمَيْنِ ثَلَاثَةٌ»، وخُرِّج على إضمار «أو»، ويحتمل البدل المذكور، وقد خرج على ذلك آيات؛ إحداها {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ}⁣[الغاشية: ٨]، أي: ووجوه، عطف على {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ}⁣[الغاشية: ٢]، والثانية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}⁣[آل عمران ١٩]، فيمن فتح الهمزة، أي: وأنّ الدِّينَ، عَطْفٌ على {أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}⁣[آل عمران: ١٨] ويبعده أن فيه فصلاً المتعاطفين المرفوعين بالمنصوب، وبين المنصوبين بالمرفوع؛ وقيل: بدل من «أن» الأولى وصلتها، أو من القسط، أو معمول للحكيم على أن أصله الحاكم ثم حول


  أحد مذاهب ثلاثة وقيل انه مختص بالأعداد المسرودة وقيل إنه قياس مطرد شعراً ونثراً وهو مذهب ابن مالك قوله: (ان أمر أرهطه بالشام منزله يبرين) كذا في بعض النسخ ووقع في بعض منها منزله برمل بيرين وهو الصواب؛ لأن البيت من بحر البسيط ولا يكون منه إلا إذا كان كذلك ويبرين اسم موضع منزله برمل بيرين تحتية مفتوحة في أوله ويبرين كنصيبين اسم بلد فيه العرب مذهبان منهم من يجعله اسماً واحداً ويلزمه الإعراب كما يلزم الأسماء المفردة التي لا تنصرف ومنهم من يجر به مجرى الجمع فتقول على الأول هذه بيرين ونصيبين ورأيت بيرين وتقول على الثاني هذه يبرون ورأيت يبرين ومررت بيبرين.

  قوله: (الثانية) أي الجملة الثانية قوله: (صفة ثامنة) أي: لأمر أي أن ذلك المرء موصوف بكون رهطه بالشام وموصوف بكون منزله برمل بيرين قوله: (وقيل على بدل الإضراب) هو ما قصد فيه الأول ولم يتبين فساد قصده وأضرب عنه إلى الثاني وجعل في حكم المتروك فخرج ما لم يقصد فيه الأول ولكن سبق إليه اللسان وهو بدل الغلط وما تبين فيه فساد القصد الأول وهو بدل النسيان. قوله: (وقد خرج على ذلك) أي: على حذف حرف العطف. قوله: (ويبعده) أي: حذف العاطف. من الآية الثانية قوله: (بين المتعاطفين المرفوعين) أي: فقد وسط بين المنصوبين وهما أنه لا إله إلا هو، وقوله إن الدين عند الله الإسلام بمرفوع وهو والملائكة وفصل بين مرفوعين وهما الله والملائكة بمنصوب وهو قوله إنه لا إله إلا هو قوله: (وصلتها) أي: فالمعنى شهد الله والملائكة إن الدين عند الله الإسلام فهو بدل اشتمالاً على الظاهر قوله: (أو من القسط) أي: إن


٨٧١ - التخريج: البيت للحطيئة في (ديوانه ص ١٤).

اللغة: الرهط: قوم الرجل وقبيلته. يبين: اسم موضع في اليمامة.

المعنى: إن رجلاً وقومه وعشيرته كائنون بالشام، وإقامته في يبرين أي في اليمامة، فغربته شديدة وشاقة.