فصل وأول ما يحترز منه المبتدئ
  عَلَيْكُمْ}[هود: ٣]، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ}[النور: ٥٤] مضارع؛ وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: ٢] الأول أمر، والثاني مضارع، لأن النهي لا يدخل على الأمر، و {تَلَظَّى ١٤} في {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى ١٤}[الليل: ١٤] مضارع، وإلا لقيل: «تَلَفَّت»، وكذا «تَمَنَّى» من قوله [من الطويل]:
  تمنى أبْتَنَايَ أن يعيش أبوهُمَا ... [وَهَلْ أَنَا إلأ مِنْ رَبيعَةَ أَوْ مُضَرً]
  ووهم ابن مالك فجعله ماضياً من باب [من المتقارب]:
  [فَلا مُزْنَةٌ وَدَقَت وَذقَهَا] ... وَلَا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا
  وهذا حَمْل على الضرورة من غير ضرورة.
  ومما يلتبس على المبتدئ أن يقول في نحو: «مَرَرْتُ بِقَاضِ» إن الكسرة علامة الجرّ، حتى إن بعضهم يستشكل قوله تعالى: {لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}[النور: ٣]، وقد سألني بعضهم عن ذلك، فقال: كيف عطف المرفوع على المجرور؟ فقلت: فهلا استشكلت ورود الفاعل مجروراً، وبينتُ له أن الأصل: «زَانِي» بياء مضمومة، ثم حذفت الضمة للاستثقال، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنةً هي والتنوين؛ فيقال فيه: فاعل، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة؛ ويقال في نحو: «مَرَرْتُ
  قوله: (فإن تولوا فإنما عليه الخ) أي: فأصله تتولوا قوله: (لأن النهي لا يدخل على الأمر) أي: وحينئذ فأصله ولا تتعاونوا قوله: (تلظت) أي: لأن الفعل الماضي إذا أسند لضمير مجازي التأنيث يجب تأنيثه بالتاء.
  قوله: (تمنى ابنتاي) أي: فالأصل تتمنى إذ لو كان ماضياً لوجب أن يقال تمنت لأن الفاعل حقيقي التأنيث قوله: (من باب ولا أرض أبقل إبقالها) يعني من بابه في حذف تاء التأنيث من الماضي الذي وجب لحاقها به وإن كان تمني مسنداً إلى ظاهر مؤنث حقيقي وأبقل مسند إلى ضمير مؤنث غير حقيقي أو إلى ضمير مؤنث غير حقيقي الضرورة الخ أي: لأن حذف التاء من الماضي المسند إلى ظاهر مؤنث حقيقي أو إلى ضمير مؤنث غير حقيقي لضرورة الشعر ولا ضرورة تدعو إلى جعل تمني في البيت كذلك لجواز جعله مؤنثاً محذوفاً من أوله إحدى التاءين اهـ شمني قوله: (فهلا استشكلت ورود الفاعل مجروراً) أي: فإن زان فاعل ينكحها وفي آخره كسوة وكأن هذا السائل لعدم فطانته لا يدرك الفاعل في الكلام لكونه مما يدرك بالعقل وإنما يعرف ما يدرك بالحس كالمرفوع والمجرور المذكورين فإنهما مدركان بحاسة السمع. قوله: (على الياء المحذوفة) أي: لالتقاء الساكنين نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف صيغة منتهى