حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

فصل وأول ما يحترز منه المبتدئ

صفحة 499 - الجزء 3

  ٩٠٤ - تَحَلَّمْ عَنِ الْأَدْنَيْنَ وَاسْتَبْقِ وُدَّهُمْ ... وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الْحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّمَا

  ومن ذلك أن يُعْرِبَ الياء والكاف والهاء في نحو: «غُلَامِي أَكْرَمني»، و «غلامُكَ أكرمك»، و «غلامه أكرمه» إعراباً واحداً، أو بعكس الصواب؛ فليعلم أنهنَّ إذا اتَّصَلْنَ بالفعل كنّ مفعولات، وإن اتصلن بالاسم كن مضافاً إليهن؛ ويُستثنى من الأول، نحو: «أَرَأَيْتَكَ زَيْداً مَا صَنَعَ»، و «أبصرك زيداً» فإن الكاف فيهما حرفُ خطاب؛ ومن الثاني نوعان: نوع لا محلّ فيه لهذه الألفاظ، وذلك نحو قولهم: «ذلك»، و «تلك»، و «إِيَّايَ»، و «إِيَّاكَ»، و «إِيَّاه»، فإنهنَّ أحرف تكلم وخطاب وغيبة؛ ونوع هي فيه في محل نصب، وذلك نحو «الضّارِبكَ» و «الضاربه» على قول سيبويه؛ لأنه لا يُضاف


  ولا تشقين فيه فيسعد وارث ... به حين تحشى أغبر الجوف مظلما

  قليلاً به ما يحمدنك وارث ... إذا احتاز مما كنت تجمع مغنما

  تحلم البيت والأدنين جمع أدنى من الدنو وهو القرب أي أظهر الحلم لأقاربك وأطل بقاء ودهم قوله: (ومن ذلك) أي: الذي يلتبس على المبتدئ. قوله: (إعراباً واحداً) أي: بأن يجعلها في الجميع مفعولات أو مضافاً إليها في محل جر ... قوله: (أو يعكس الصواب) أي: أو يعربها إعرابين ويعكس الصواب بأن يجعلها عند اتصالها بالفعل مضافاً إليها وعند اتصالها بالاسم مفعولات قوله: (إنهن) أي: الياء والكاف والهاء وقوله بالاسم نحو غلامك وغلامه وغلامي قوله: (إذا اتصلن بالفعل) نحو أكرمك وأكرمني وقوله كن مفعولات أي في محل نصب. قوله: (كن مضافاً إليهن) أي: في محل جر. قوله: (ويستثنى من الأول) أي: وهو أنهن إذا اتصلن بالفعل كن مفعولات.

  قوله: (أرأيتك) أرأيت فعل وفاعل وزيداً مفعول أول وما صنع مفعول ثان والكاف حرف خطاب أي أخبرني زيداً ما صنع أي أخبرني عن صنعه. قوله: (فإن الكاف فيهما حرف خطاب) أي: فلا محل لها وفي نسخة فيه أي في النحو قوله: (ومن الثاني) أي: يستثنى من الثاني وهو أنهن إذا اتصلن بالاسم كن مضافاً إليهن. قوله: (في محل نصب) أي: لا في محل جر بالإضافة. قوله: (نحو الضاربك) أي: اسم الفاعل المتصل بمعموله فإن الضمير في محل نصب لا في محل جر بالإضافة ان اسم الفاعل المحلى لا يضاف إلا للمحلى والضمير ليس محلى بأل بل خالياً.


٩٠٤ - التخريج: البيت لحاتم الطائي في (أدب الكاتب ص ٤٦٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٥١؛ وشرح المفصل ٧/ ١٥٨؛ والكتاب ٤/ ٧١؛ والممتع في التصريف ١/ ١٨٤؛ ونوادر أبي زيد ص ١١٠؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٢/ ١٤٦ (حلم)).

اللغة: الحلم: رجاحة العقل وسعة الصدر وطول الأناة معاً. الأدنين: الأقارب.

المعنى: ابق المودة في من هم منك، وتحمل ما استطعت الإساءة منهم، وبذلك تكون حليماً حكيماً.