حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - إذا قلت: «رويدك زيد» فإن قدرت:

صفحة 501 - الجزء 3

  ٩٠٥ - [فإن يَكُنِ النّكاحُ أَحَلَّ شَيْءٍ] ... فَإِنَّ نِكَاحَهَا مَطَرٍ حَرَامُ

  فيمن رواه بجر «مطر»؛ فالضمير منصوب على المفعولية، وهو فاصل بين المتضايفين.

  تنبيه - إذا قلت: «رُوَيْدَكَ زَيْد» فإن قدرت: «رُوَيْداً» اسم فعل فالكاف حرف خطاب، وإن قدرته مصدراً فهو اسم مضاف إليه، ومحله الرفع، لأنه فاعل.

  والثاني: أن يجري لسانه على عبارة اعتادها فيستعملها في غير محلها، كأن يقول في «كنت»، و «كانوا» في الناقصة: فعل وفاعل؛ لما أُلف من قول ذلك في نحو: «فعلتُ» و «فعلوا»، وأما تسمية الأقدمين الاسم فاعلاً والخبر مفعولاً فهو اصطلاح غير مألوف، وهو مجاز، كتسميتهم الصُّورة الجميلة دمية، والمبتدئ إنما يقوله على سبيل الغلط؛ فذلك يُعاب عليه.

  والثالث: أن يعرب شيئاً طالباً لشيء، ويُهمل النظر في ذلك المطلوب، كأن يعرب فعلاً ولا يتطلب فاعله، أو مبتدأ ولا يتعرّض لخبره، بل ربما مرَّ به فأعربه بما


  قوله: (بجر مطر) أي: فهو من إضافة المصدر للفاعل وفصل بالمفعول وهو الضمير، وأما على رفع مطر فالمصدر مضاف لمفعوله قوله: (فإن قدرت رويداً اسم فعل) أي: إن جعلته اسم فعل أمر وهو أمهل، وقوله وإن قدرته مصدراً أي جعلته مصدراً بمعنى الإرواد والإمهال فهل على هذا منصوب بفعل محذوف أي إرود رويدك وهو مضاف والكاف مضافة إليه. قوله: (فالكاف حرف خطاب) أي: وزيداً مفعول والفاعل ضمير مستتر. قوله: (فهو اسم مضاف إليه) فهو من إضافة المصدر لفاعله. قوله: (الثاني) أي: من الأمور التي يحترز منها المبتدئ قوله: (الاسم فاعلاً) أي: اسم كان. قوله: (مجاز) أي: والفاعل الحقيقي مصدر الخبر المضاف للاسم. قوله: (كتسميتهم الصورة الخ) أي: مع أنها في الأصل اسم للصورة الحسنة من العاج أو البقس. قوله: (على سبيل الغلط) أي: لا على سبيل التجوز قوله: (والثالث) أي: من الأمور التي يحترز عنها المبتدئ. قوله: (طالباً) أي: ذلك الشيء. قوله: (ولا يتطلب فاعله) أي: ويهمل النظر في فاعله أي


٩٠٥ - التخريج البيت للأحوص في (ديوانه ص ١٨٩؛ والأغاني ١٥/ ٢٣٤؛ وأمالي الزجاجي ص ٨١؛ وخزانة الأدب ٢/ ١٥١؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦٧، ٩٥٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٥٩، والعقد الفريد ٦/ ٨١؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٠٩؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٢٩).

شرح المفردات: النكاح الزواج. مطر: اسم رجل نافس الشاعر في حب امرأة وظفر بها.

المعنى: يقول: إذا كان الزواج من أفضل الأمور المحلّلة عند الإنسان فإنّ زواج مطر من هذه المرأة حرام، لأنه دونها منزلة.