وهي إحدى عشرة قاعدة
  أو أن قام» ولا تقول: «حسبت قيامك» حتى تذكر الخبر؛ وتقول: «عسى أن تقوم»، ويمتنع: «عسى أنَّك قائم»؛ ومثلها في ذلك «لعلّ»، وتقول: «لو أنك تقوم»، ولا تقول: «لو أن تقوم»: وتقول: «جئتك صَلاةَ العَصْرِ»، ولا يجوز «جئتك أنْ تُصَلِّي العصر» خلافاً لابن جنّي والزمخشري.
  والثاني - وهو ما أعطي حكم الشيء المُشْبِه له في لفظه دون معناه - له صور كثيرة أيضاً:
  أحدهما: زيادة «إنْ» بعد «ما» المصدرية الظرفية، وبعد «ما» التي بمعنى «الذي»، لأنهما بلفظ «ما» النافية، كقوله [من الطويل]:
  وَرَجُ الْفَتَى لِلخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ ... عَلَى السِّنِّ خيراً لا يَزَالُ يَزيدُ
  وقوله [من الوافر]:
  يُرَجُي المرْءُ مَا إِنْ لا يَراهُ، ... وَتَعْرِضُ دُونَ أَدْنَاهُ الخطوبُ
  فهذان محمولانِ على نحو قوله [من الكامل]:
  ٩١٢ - مَا إِنْ رَأَيْتُ وَلَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ ... كَالْيومِ هَانِيء أَينقٍ جُرْبِ
  لقوله: ولا في سدهما مسد جزأي الإسناد. قوله: (حتى تذكر الخبر) أي: كان تقول حسبت قيامك حاصلاً مثلاً. قوله: (وتقول عسى أن تقوم) مثال لقوله وخصوا أن الخفيفة الخ. قوله: (ومثلها في ذلك لعل) يعني: أن لعل مثل عسى في سد أن الخفيفة مع صلتها مسد جزأيها وفي امتناع سد أنّ المشددة مع صلتها مسدهما اهـ. شمني، فيجوز أن تقول لعل أن تقوم ويمتنع لعل أنك قائم. قوله: (وتقول لو أنك تقوم) مثل لقوله وخصوا الشديدة الخ. قوله: (وتقول جئتك صلاة العصر) مثال لقوله ودليل الثاني أنهما لا يعطيان الخ. قوله: (لأنهما بلفظ ما النافية) أي: التي تزاد أن بعدها قوله: (ما ان رأيته) أي: مدة رؤيته. قوله: (ما أن) أي: الذي لا يراه قوله: (ما أن رأيت) أي: لم أر وهذا البيت لدريد بن الصمة، وقيل: للخنساء وبعده:
  متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النقب
  والمتبذل: بالذال المعجمة غير المصون والهناء بكسر الهاء والمد القطران والنقب: بضم النون وسكون القاف بعدها باء موحدة جمع نقبة وهي أول ما يبدو من الجرب قطعاً متفرقة. قوله: (ما أن رأيت الخ) قال القالي في أماليه حدثنا أبو بكر حدثنا أبو حاتم عن
٩١٢ - التخريج: البيت لدريد بن الصمة في (ديوانه ص ٣٤؛ والأغاني ١٠/ ٢٢؛ وإصلاح المنطق ص ١٢٧؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٧٨، ١٢٩؛ وشرح شواهد المغني ص ٩٥٥؛ وشرح المفصل ٨/ ١٢٨؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٨٨؛ وجمهرة اللغة ص ٣٧٤).