وهي إحدى عشرة قاعدة
  الثانية: دخول لام الابتداء على «ما» النافية، حَمْلاً لها في اللفظ على «ما» الموصولة الواقعة مبتدأ، كقوله [من الوافر]:
  ٩١٣ - لَمَا أَغْفَلْتُ شُكْرَكَ فَاصْطَنِعْنِي ... فَكَيْفَ وَمِنْ عَطَائِكَ جُلْ مَالِي؟
  فهذا محمول في اللفظ على نحو قولك: «لَمَا تصنَعُه حَسَنٌ».
  الثالثة: توكيد المضارع بالنُّونِ بعد «لا» النافية حَمْلاً لها في اللفظ على «لا» الناهية، نحو: {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ}[النمل: ١٨]، ونحو: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال: ٢٥]، فهذا محمول في اللفظ على نحو: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا}[إبراهيم: ٤٢]، ومَنْ أوَّلها على النهي لم يحتج إلى هذا.
  أبي عبيدة قال خرجت تماضر وهي الخنساء في ذود لها جرياء ثم نضت عنها ثيابها واغتسلت ودريد بن الصمة يراها وهي لا تراه فأنشد:
  حيوا تماضر وأربعوا صحبي ... وقفوا فإن وقوفكم حسبي
  أخناس قد هام الفؤاد بكم ... واعتاده داء من الحب
  فسليهمو عني خانس إذا ... غض الجميع هناك ما خطبي
  ومنها البيت المذكور. قوله: (هانئ) الهانئ: هو الطالي بالهناء، وقوله: كاليوم في موضع نصب كان في الأصل صفة لهانيء أنيق، ثم قدم عليه وانتصب على الحال منه والتقدير ما أن رأيت هانئ أنيق كهانئ اليوم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وحصل التقديم. قوله: (أنيق) بتقديم النون جمع ناقة وقدم تقدم الياء على القلب. قوله: (لما أغفلت شكرك) أي: فاللام للابتداء داخلة على ما الواقعة نافية المشبهة للموصولة. قوله: (لا يحطمنكم) أي: لأجل أن لا يحطمنكم الخ. قوله: (ومن أولها الخ) الضمير عائد للا التي في الآيات التي أكد فيها المضارع بالنون بعد لا إلا أن قوله لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة على تأويله بالنهي إن كان صفة لفتنة فلا بد من إضمار القول، أي مقول أي: مقولاً فيها لا تصيبن وإن كان غير صفة فالنهي وإن كان للفتنية إلا أن المراد
= اللغة: الهانئ: الذي يطلي النوق بالقطران الأينق: ج: ناقة.
المعنى: ما رأيت أقبح. منه، إنه كطالي القطران وأقبح.
٩١٣ - التخريج: البيت للنابغة الذبياني في (ديوانه ص ١٥١؛ وتذكرة النحاة. ص ٦٢٥؛ وبلا نسبة في رصف المباني ٢٤٣؛ وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٧٧، ٣٩٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٥٦).
اللغة: جل: معظم.
المعنى: زدني من إحسانك، فأنا ما نسيت فضلك وما قعدت عن ذكر معروفك، وكيف أفعل ومعظم مالي من كرمك.