حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 519 - الجزء 3

  الرابعة: حذف الفاعل في نحو قوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}⁣[مريم: ٣٨] لما كان «أحْسِنُ بزيدِ» مشبهاً في اللفظ لقولك: «أَمْرُرْ بِزَيْدِ».

  الخامسة: دخول لام الابتداء بعد «إنَّ» التي بمعنى «نعم»، لشبهها في اللفظ بـ «إنّ» المؤكّدة، قاله بعضهم في قراءة من قرأ {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}⁣[طه: ٦٣]، وقد مضى البحث فيها.

  السادسة: قولهم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ» بضم «أية» ورفع صفتها كما يقال: «يا أيَّتُهَا الْعِصَابَةُ» وإنما كان حقهما وجوب النصب، كقولهم: «نَحْنُ الْعَرَبَ أَقْرَى النَّاسِ لِلضّيْفِ»، ولكنها لما كانت في اللفظ بمنزلة المُستعملة في النداء أُعطيت حكمها وإن انتفى مُوجِبِ البناء؛ وأما «نحن الْعُرْبَ» في المثال فإنه لا يكونُ مُنادى لكونه بـ «أل»، فأعطي الحكم الذي يستحقه في نفسه؛ وأَما نحو: «نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ


  نهى القوم عن التعرض للظلم الذي هو سبب إصابة الفتنة اهـ - شمني قوله: (ومن أولها على النهي) أي: والمقصود بالنهي السبب كما مر.

  قوله: (في نحو الخ) أي: في أفعل في التعجب وهو فعل ماض أتى به على صورة الأمر لأجل التعجب والضمير بعده فاعل به والباء الداخلة عليه زائدة لقبح رفع صورة الأمر للظاهر والشاهد في قوله وأبصر أي بهم فبهم، وإن كان مدهلكنه شبيه بالفضلة في اللفظ في قولك أمرر بزيد والفضلة تحذف فكذا ما أشبهها قوله: (قاله بعضهم في قراءة الخ) حاصله أن هذه القراءة مشكلة إذ مقتضى القواعد إن هذين لساحران فأجاب بعضهم بأن إن حرف جواب بمعنى وهذان مبتدأ ولساحران خبر، وإنما دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ لشبه إن التي بمعنى نعم بأن المؤكدة في اللفظ والمؤكدة تقع بعدها لام الابتداء، فأعطي هذا الحكم لما أشبهها قوله: (إن وهذان) أي: نعم هذان. قوله: (وقد مضى البحث فيها) أي: الكلام على هذه القراءة أو على أن التي بمعنى نعم في الباب الأول في الكلام على إن المكسورة المشددة. قوله: (كما يقال يا أيتها العصابة) أي: كما يقال ذلك بضم أية وصفتها؛ لأن أية منادى مبني على الضم في محل نصب والعصابة نعت، لأي باعتبار اللفظ قوله: (وإنما كان حقهما) أي: أية وصفتها في اللحم اغفر لنا أيتها العصابة. قوله: (وجوب النصب) أي: وجوب نصب الآية وصفتها؛ لأن الآية معمول لمحذوف، أي: أخص أيتها العصابة قوله: (نحن العرب) أي: أخص العرب. قوله: (ولكنها لما كانت الخ) الضمير في لكنها، وكانت وأعطيت لأي في اغفر لنا أيتها العصابة والضمير في حكمها لأي المستعملة في النداء وأراد بموجب البناء موجب بناء المنادى وهو وقوعه موقع حرف الخطاب اهـ شمني قوله: (أعطيت حكمها) وهو البناء على الضم. قوله: (وإن انتفى) أي: وإن كان موجب بناء المنادى وهو وقوعه موقع كاف الخطاب منتفياً وهذه الجملة حالية قوله: (لكونه بأن) أي: فلم يشابه المنادى في اللفظ.