وهي إحدى عشرة قاعدة
  لا نُورَثُ» فواجبُ النصب، سواء اعتبر حاله أو حال ما يُشبهه وهو المنادى.
  السابعة: بناء باب «حَذَامِ» في لغة الحجاز على الكسر، تشبيهاً لها بـ «دراك» و «نَزَالِ»، وذلك مشهور في المعارف، ورُبَّما جاء في غيرها، وعليه وجه قوله [من الرجز]:
  ٩١٤ - يَا لَيْتَ حَظِّي مِنْ جَدَاكَ الصَّافِي ... وَالْفَضْلِ أَنْ تَتْرُكَنِي كَفَافِ
  فالأصل: كفافاً، فهو حال، أو: تَرْكَ كفاف، فمصدر؛ ومنه عند أبي حاتم قوله [من الكامل]:
  قوله: (فأعطي الحكم الذي يستحقه) أي: وهو النصب على الاختصاص بعامل محذوف. قوله: (سواء اعتبر حاله) أي: من حيث أنه معمول لمحذوف. قوله: (أو حال ما يشبهه وهو المنادى) أي: لأن معاشر هنا مضاف والمنادى المضاف ينصب. قوله: (باب حذام) أراد به ما كان على وزن فعال من أعلام الأعيان المؤنثة سواء كان في آخره راء أو لا وحذام بالحاء المهملة فالذال المعجمة علم على امراة وإنما قال في لغة أهل الحجاز؛ لأن أكثر بني تميم بني ما كان ذوات الراء من هذا القسم على الكسر كحضار وغير ذوات من الراء كقطام وحذام يعربه غير منصوب للعلمية والتأنيث وأقلهم على أن جميع هذا القسم معرب غير منصوف كان من ذوات الراء أو لا اهـ. ضمني. قوله: (تشبيها لها بدراك ونزال) أي: في أربعة أمور الوزن والعدل والتعريف والتأنيث وهذا بناء على قول الأكثر أن نزال اسم للمنازلة لا لأنزل كما قال بعض وذهب الرضى إلى أن علة بناء باب حذام عند الحجازيين تضمنه معنى هاء التأنيث وذهب المبرد إلى أنها بنيت لتوالي العلل لأنها كانت ممنوعة الصرف للعلمية والتأنيث فلما زادوا التعريف بنوا إذ ليس بعد منع الصرف إلا البناء اهـ شمني.
  قوله: (وذلك) أي: بناء باب حذام على الكسر قوله (في غيرها) أي: وهو النكرات. قوله: (يا ليت حظي الخ) الجدا بفتح الجيم والدال المهملة مقصورة وهو النفع والعطية والصافي السالم من الكدر وهذا على سبيل التهكم أي: يا ليت حظي من إحسانك وعطائك التي تزعم أنه لا شيء يكدره من من وغيره أن تتركني كافاً عن إساءتك إلي أو تتركني ترك كفاف من ذلك فلا لي ولا علي قوله: (فالأصل الخ) بيان لكون كفاف هنا نكرة.
٩١٤ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ديوانه ص ١٠٠؛ وخزانة الأدب ٢/ ٤٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٥٦).
اللغة: الحظ: النصيب أو السعد الجدا العطية الفضل: الإحسان.
المعنى: ليتك تحلني من إحسانك الذي تزعم أنه خال من المنة فأكون حراً ليس لي، وليس علي.