وهي إحدى عشرة قاعدة
  ٩١٥ - [جَاءَتْ لِتَصْرَعَنِي، فَقُلْتُ لَهَا: أَقْصِري] ... إِنِّي امْرُؤٌ صَرْعِي عَلَيْكِ حَرَامِ
  وليس كذلك؛ إذ ليس لِفِعْلِهِ فاعل أو فاعلة فالأولى قول الفارسي: إن أصله «حَرَامِيّ»، كقوله [من الرجز]:
  [أطرباً وَأنْتَ قِنَّسْرِيُّ] ... وَالدَّهرُ بِالإِنسْانِ دَوارِي
  ثم خُفِّف، ولو أقوى لكان أولى، وأما قوله [من الخفيف]:
  قوله: (جاءت الخ) هذا البيت لامرئ القيس وصف فرساً جمحت به لترميه فأمرها أن ترفق بنفسها إذ لا تنال الغرض من رميه لقوته وثباته وقوله: جاءت كذا في غالب النسخ وفي نسخة المؤلف جالت من الجو لأن أي: تحولت كما أن الذي في نسخة المؤلف قتلى بدل صرعى وفيها أيضاً اقصدي بكسر الصاد والدال من القصد وهو الرفق بدل اقصري والذي في نسخة المؤلف هو الموافق لأكثر روايات البيت. قوله: (صرعى) مبتدأ أو حرام خبر مبني على الكسر عند أبي حاتم في محل رفع والجملة صفة لامرؤ وعليك متعلق بحرام. قوله: (إذ ليس لفعله) أي: وهو حرم فاعل أي: وصف على زنة فاعل أو فاعلة حتى يكون معدولاً عن واحد منهما قوله: (والدهر بالإنسان دواري) صدره:
  أطرباً وأنت فنسري
  قوله: (ثم خفف) أي: بحذف الياء المشددة. قوله: (ولو أقوى لكان أولى) الإقواء عند علماء القوافي اختلاف حركة الروي بالضم والكسر والقصيدة التي منها هذا البيت مكسورة الروي منها:
  عوجا على الطلل المحيل لأننا ... نبكي الديار كما بكى ابن خذامِ
  الطلل: ما شخص من رسم الدار والمحيل: الذي حال أي: أتى عليه حول لأننا بفتح اللام والهمزة، أي: لعلنا وابن خذام بالخاء والذال المعجمتين هو أول من بكى الديار من شعراء العرب ومعنى كلام المصنف أن الشاعر لو ارتكب الإقواء فضم ميم لكان أولى من محافظته على اتفاق حركة الراوي لما ينشأ عنه من ارتكاب التخريج على الوجوه الضعيفة والإقواء، وإن كان عيباً إلا أنه أسهل من هذا الذي خرج البيت عليه؛ لأن كثيراً. من فصحاء المتقدمين استعمله فقد وقع لهذا الشاعر نفسه فقد روى قوله:
  قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان ... ورسم عفت آثاره منذ أزمان
  بالإطلاق فالنون مكسورة وقال بعد ذلك في هذه القصيدة:
٩١٥ - التخريج: البيت لامرئ القيس في (ديوانه ص ١١٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٥٩؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص ١٣).
اللغة: تصر عني: تسقطني أرضاً. اقصري: توقفي عن فعلك، كفي عنه.
المعنى: لا تحاولي إسقاطي عن متنك، ألا ترين أنني فارس قوي وحرام خسارة فارس مثلي؟!