وهي إحدى عشرة قاعدة
  طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلَاتَ أَوَانٍ ... فَأَجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حِينَ بَقَاءِ
  فعلة بنائه قطعه عن الإضافة، ولكن علة كسره وكونه لم يُسْلَك به في الضم مَسْلَكَ «قبل» و «بعد» شَبَهُهُ بـ «نزالِ».
  الثامن: بناء «حاشا» في {وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ}[يوسف: ٣١] لشبهها في اللفظ بـ «حاشا» الحرفية، والدليل على اسميتها قراءة بعضهم: «حاشاً» بالتنوين على إعرابها، كما تقول: «تنزيهاً الله»، وإنما قلنا إنها ليست حرفاً لدخولها على الحرف، ولا فعلاً إذ ليس بعدها اسم منصوب بها؛ وزعم بعضُهم أنها فعل لدخولها على الحرف، ولا فعلاً إذ ليس بعدها اسم منصوب بها؛ وزعم بعضُهم أنها فعل حُذِفَ مفعولُه، أي: جَانَبَ يوسف المعصية لأجل الله، وهذا التأويل لا يتأتى في كل موضع؛ يُقال لك: «أتفعلُ كذا؟» أو «أفعلْتَ كذا»؟ فتقول: «حَاشَا لله»، فإنما هذه بمعنى: تَبرَّأت الله براءةً من هذا الفعل، ومَنْ نَوَّنها أعربها على إلغاء هذا الشبه، كما أن بني تميم أعربوا باب «حذام» لذلك.
  التاسعة: قولُ بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم: «قصرنا الصلاة الله مع رسول الله ﷺ أَكْثَرَ مَا كُنَّا قَطُّ وَآمَنَهُ» فأوقع «قط» بعد «ما» المصدرية كما تقع بعد «ما» النافية.
  العاشرة: إعطاء الحرفِ حكمَ مُقَارِبِهِ في المخرج حتى أُدغم فيه، نحو: {وَخَلَقَ
  بنات بني عوف طهار نقية ... وأوجههم بيض المسافر غران
  بضم النون وحينئذ فالأمر في الإقواء خفيف بالنسبة إلى ما ذكر في التخريج اهـ دماميني. قوله: (فعله بنائه) أي: بناء أو أن وبقاء وقوله: قطعه عن الإضافة، أي: فالأصل ولات الأوان أوان صلح فحذف المضاف إليه وهو صلح ونوى معناه بنى أوان وقوله: شبهة بنزال أي: في اللفظ وكذا قوله أن ليس حين بقاء فأصله أن ليس الحين حين بقاء صلح فحذف المضاف إليه؛ ونوى معناه فبنى وكسر لشبهه بنزال قوله: (لشبهها في اللفظ بحاشا الحرفية) تقدم الكلام على هذا في حرف الحاء، وتقدم أن مجرد مشابهة الاسم للحرف في اللفظ لا ينهض مقتضياً لبناء ذلك الاسم. قوله: (ومن نونها الخ) قال الدماميني: تقدم في فصل حاشا من حرف الحاء المهملة في الباب الأول أنه يجوز كون هذا التنوين للتنكير لا للتمكين فلا يدل ثبوته على الإعراب قوله: (لذلك) أي: لإلغاء الشبه بنزال.
  قوله: (وآمنه) عطف على أكثر أي أكثرهم أكواننا وآمنه.
  قوله: (إعطاء الحرف الخ) قال الدماميني: هذا لا مدخل له في الإعراب فما باله قد ذكره مع أنه التزام تجنب مثله كما سبق في ديباجة الكتاب، قال الشمني: وأقول إنما التزام