حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهي إحدى عشرة قاعدة

صفحة 523 - الجزء 3

  كُلَّ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ١٠١] و [الفرقان: ١٠]، و {لَكَ قُصُورًا}⁣[الفرقان: ١٠] وحتى اجتمعا رويَّيْن، كقوله [من الرجز]:

  ٩١٦ - بُنَيَّ إِن البِرُ شَيْءٌ هَيْنُ ... الْمَنطِق الطيب والطعيم

  وقول أبي جهل [من الرجز]:

  ما تَنقِمُ الْحَرْبُ العَوَانُ مِنِّي ... بَازِلُ عَامَيْنِ حَدِيث سني

  لمثل لهذا ولدتني أمي

  وقول آخر [من الرجز]:

  ٩١٧ - إِذَا رَكِبْتُ فَاجْعَلُونِي وَسَطا ... إِنِّي كَبِيرٌ لا أُطِيقُ الْعُندا

  ويُسمّى ذلك إِكْفَاء.


  تجنب مثله على سبيل القصد دون الاستطراد وما ذكره هنا إنما هو على سبيل الاستطراد. قوله: (حتى أدغم فيه) أي: بعد إبدال الأول من الثاني والشأن إدغام المتماثلين. قوله: (وحتى اجتمعا) أي: الحرفان المتقاربان في المخرج والروي وهو الحرف الأخير من القافية والقافية آخر كلمة من البيت؛ وقيل: هي من آخر حرف في البيت إلى أول ساكن قبله من الحركة التي قبل الساكن؛ وقيل: مع حرف الذي قبل الساكن.

  قوله: (وحتى اجتمعا) أي: لكونهما كحرف واحد قوله: (العندا) جمع عاند وهو الجمل الذي يحود عن الطريق. قوله: (ويسمى ذلك) أي: اجتماع رويين متقاربين في المخرج في شعر واحد إكفاء مؤخوذ من أكفات بمعنى قلبت أو بمعنى أملت؛ لأن الشاعر يقلب الروي ويميله عن طريقه إلى آخر، ثم إن ثبوته في البيتين الأولين مقطوع به لعدم صلاحية الواو فيهما؛ لأن تكون روياً إذ هي حرف إطلاق فالروي ما قبلها وهو النون في الأول والميم في الثاني وهما متقاربان في المخرج وكذا الكلام في البيتين الأخيرين، فإن


٩١٦ - التخريج الرجز لامرأة قالته لابنها في (نوادر أبي زيد ص ١٣٤؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٩٠؛ وخزانة الأدب ١١/ ٣٢٥؛ وسمط اللآلي ص ٧٢؛ وشرح شواهد الشافية ص ٣٤٢؛ ولسان العرب ١١/ ٣٩٤ (لبن)؛ والمقتضب ١/ ٢١٧؛ والمنصف ٣/ ٦١).

اللغة: بني: تصغير ابن البر الخير والإحسان هين سهل، الطعيم: تصغير الطعام.

المعنى: يقول: بني إني أدلك على عمل الخير الذي يرتفع به مقام الإنسان، فهو شيء سهل لا كلفة فيه، هو الكلام اللطيف وإطعام الطعام.

٩١٧ - التخريج: الرجز بلا نسبة في (المقتضب ١/ ٢١٨؛ ولسان العرب ٣/ ٣٠٧ (عند)، ٧/ ٤٢٦ (وسط)؛ وتاج العروس ١/ ٣٩٤ (كفأ)، ٨/ ٤٢٤ (عند)؛ وجمهرة اللغة ص ٦٦٦، ٨٧٩).

اللغة: العند الجمل الذي يحيد عن طريق القافلة. لا أطيق: لا أتحمل.

المعنى: إذا ركبت جملي، فاجعلوني بين اثنين، لأني شيخ كبير لا أقدر على الجمل العنيد الذي يخرج بي عن الطريق.